كانت هناك فتاة تسمى مارلين ورغم كونها ذات أصل متواضع ، إلا أنها كانت جميلة للغاية لدرجة أنها كانت مشهورة بجمالها في جميع أنحاء المنطقة ، ولهذا أحبها كل شباب المملكة ولكنها رفضت جميع الخاطبين ، وظلت في انتظار وصول الأمير الوسيم كي يكون هو زوجها المستقبلي .
و لم يستغرق الأمر طويلاً حتى أتى الأمير الوسيم ، وبمجرد أن رأى الفتاة الصغيرة الجميلة أراد أن يرتبط بها فلقد بهره جمالها الأخاذ ، وذهب إلى بيتها وتكلم مع أهلها وأمطرها بالمجاملات والهدايا ، وبالفعل ارتبطا وكان حفل الزفاف باهظًا للغاية ، وظن الجميع أنها حصلت على الزوج المثالي .
وبعد إتمام الزفاف ذهبت الفتاة مع زوجها إلى مملكته التي يحكمها ، وحينما بدأت حياتهم المليئة بالحفلات والبذخ تتضح أكثر وأكثر ، وجدت الأميرة الشابة أن زوجها الشاب الوسيم لم يكن رائعًا كما توقعت ، فقد كان يتصرف مثل الطاغية تجاه شعبه ، وكان يتباهى بزوجته كما لو كانت غنيمة صيد فلقد كان أنانياً لا يحب إلا نفسه ويعتبر زوجته شيء من ممتلكاته .
لقد اكتشفت الفتاة أن كل شيء عن زوجها كان ذو مظهرًا زائفًا ، و لم تتردد في إخباره بذلك في وجهه ، ولكنه أجاب عليها بكل كبر وتعالي وأخبرها أنه اختارها فقط لجمالها ، وأنه كان بإمكانها أن تختار شاب أخر ولكنها لم تكن لتعيش في هذا المستوى وهذا القصر وتصبح أميرة .
بكت الأميرة لأيام على حظها العاثر ورأت الحقيقة في كلمات زوجها القاسية ، فتذكرت كل الشباب الطيبين والصادقين الذين رفضتهم فقط لكي تصبح أميرة ، وأرادت الأميرة بعدها أن تتجنب خطأها وتغادر القصر لكن الأمير لم يكن ليسمح لها بذلك .
خاصة أن الجميع كان يتحدث عن الجمال غير العادي لزوجة الأمير، وهذا ما أضاف إلى سمعته كرجل استثنائي ، ورغم كثرة المحاولات التي قامت بها الأميرة للهروب إلا أنها لم تستطع الفرار وانتهى بها المطاف في الحبس ، وكان الحراس يراقبونها باستمرار .
وذات يوم شعر أحد الحراس بالشفقة على الأميرة ، وفي أسرها ووحدتها حاول أن يسري عنها ويحدثها ، وبمرور الوقت أصبحوا أصدقاء جيدين وبالفعل حصل على ثقة الأميرة ، حتى طلبت من الحارس في إحدى المرات أن يسمح لها بالهروب ، لكن الجندي الذي كان يدين بالولاء والطاعة للأمير لم يوافق على طلب الأميرة .
ومع ذلك أجابها قائلاً : ” إذا أردت أن تهربي من هنا فأنا أعرف كيف أفعل ذلك ولكن سيتطلب هذا الأمر تضحية كبيرة من جانبك “. فوافقت الأميرة وأكدت له أنها على استعداد لفعل أي شيء ، وهكذا استمر الجندي في حديثه قائلًا : ” إن الأمير يريدك فقط لجمالك ولكن إذا قمتي بتشويه وجهك ، فسوف يطردك بعيدًا عن القصر حتى لا يستطيع أحد رؤيتك ، وسيحذف أي أثر لوجودك ، إنه مجرد نوع بائس حقير من الرجال. ”
نزل الأمر على الأميرة كالصاعقة وقالت: أشوه نفسي ؟ وأين سأذهب ؟ وماذا سيحدث لي إذا كان جمالي هو كل ما أملك ؟ من سيريد أن يكون له أي علاقة بامرأة قبيحة وغير مجدية مثلي؟ أود ذلك ولكن ؟ أجاب الجندي بثقة وقد أدت محادثاته اليومية مع الأميرة إلى الوقوع في حبها : “بالنسبة لي أنت أكثر جمالًا من الداخل عن الخارج.”
وفي تلك اللحظة أدركت الأميرة أنها أيضًا كانت تحب ذلك الجندي البسيط والصادق ، وبدموع في عينيها أخذت من يد الحارس الخنجر وبيدها قامت بقطع وجهها الجميل وشوهت نفسها عمدًا ، وعندما رأى الأمير وجه زوجته حدث كل شيء كما توقع الحارس ، وأرسلها الأمير إلى أبعد ما يستطيع وأخرج قصة مأساوية عن موتها جعلته أكثر شعبية بين الناس .
هكذا شوهت مارلين نفسها ولكنها أصبحت حرة وأصبح بإمكان للفتاة ذات الوجه الجميل ، أن تكون سعيدة إلى جانب هذا الجندي البسيط والمخلص ، وكان هو الشخص الوحيد الذي لم ينظر إلى وجهها وجمالها الخارجي ، لأنه في هذا الوجه المشوه حاليًا وجد الحب الذي حفر الطريق إلى قلبه وعقله .