قصة نجاح وكفاح دكتور موريتاني قادته لليابان ولم يجد عملا في بلده

سبت, 10/07/2021 - 18:01

قصة الدكتور آدم!

قصة إصرار وعناد قل نظيرها؛ بدءً بدراسة الابتدائية في غياب المعين وفي ظل عدم أهمية الدراسة بالنسبة للأهل بل ومعارضتهم لها احيانا كما هو سائد في الأوساط الزراعية المحافظة التى تفضل توجيه جهود الابناء للخدمة في نمط الإنتاج الزراعي الرعوي السائد..

رغم ذلك أصر الطفل والمراهق والفتى على إكمال دراسته مجرباً مرارة الغربة في الوطن هذه الغربة التى ما زال يعاني منها دون ان تنال من روحه المتفائلة والمحبة..

في نهاية التسعينات كانت الثمرة الأولى على شكل ابتسامة خفيفة تمثلت في النجاح في الباكالوريا بتفوق خوله منحة لمتابعة الدراسة الجامعية في الهندسة الزراعية بسورية؛ كان خلالها مختلفا ومتميزا في نمط حياته دراسةً وجديةً..

توج ذلك المسار بتخرج مشرف بشهادة مهندس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق وبمشروع تخرج أصر ان يكون دراسة لأنماط من المحاصيل الزراعية المحلية جدا.

عاد الشاب الى الوطن محملا بالآمال والأحلام بغد افضل ظن انه قدم في سبيله ما يكفي من الحب والصبر والمثابرة... ولكن قساوة الوطن ولا مبالاته بأبناءه المحبين أمر لا استثناء فيه..!

جرب المهندس آدم كل الحلول افتتح مركزا لتعليم المعلوماتية اضافة الى أعمال أخرى بعيدة عن تخصصه الأكاديمي فهو كما يقول المثل الشامي (سبع صنايع والبخت ضايع) بعد ذلك أو خلاله شارك في حملة مكافحة الجراد الذي اجتاح البلاد؛ مما كان سببا في بداية لمسار بحثي -بعيدا عن الأضواء- في مجال مكافحة الآفات الزراعية لصالح المركز الوطني لمكافحة الجراد...

بعد سنوات وفي إطار تدخلات الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جيكا) شارك آدم في مسابقة للحصول على منحة دراسية للحصول على الدكتوراه PHD في الجامعات اليابانية نُظمت على مستوى شبه المنطقة ولإن اليابانيين هم من أشرفوا على كافة مراحل المسابقة فقد كان الفوز لصالح الأفضل؛ ليحزم حقائبه صوب بلاد الشمس ارض الساموراي في رحلة علمية حصل خلالها على شهادة الماجستير والدكتوراه في مكافحة الآفات الزراعية وكان خلال دراسته رئيسا للجالية الإسلامية المتنوعة في الجامعة، حيث تمكن رفقة زملاءه من إقناع الجامعة ببناء مركز ثقافي إسلامي يضم مسجدا ومرافق مختلفة...

بعد كل هذه الجهود ومراكمة هذه الكم النادر -في هذه البلاد- من الخبرات والمعارف عاد الدكتور المهندس آدما عبد الله باري الى البلاد التى تصر على الصدود إصراره على الإقبال..!

وبعد عدة محاولات وتأكيدا لرفضه للهجرة تمكن من الحصول على وظيفة محلية في السفارة اليابانية في نواكشوط..!

عمل الدكتور آدم عبد الله باري حتى اليوم و بداوم كامل يستغرق كامل وقته في وظيفة هي في الحقيقة نوع من أعمال السكرتارية..!

رغم كل هذه المؤهلات:

- مهندس رئيس في الهندسة الزراعية جامعة دمشق

- ماجيستير ودكتوراه PHD في العلوم الزراعية من اليابان

- خبرة عملية وبحثية في موريتانيا واليابان

- يجيد العربية والفرنسية والإنكليزية واليابانية

قبل أيام اتصل بي الدكتور في استشارة يهدف من خلالها الى انشاء حاجز لحماية مقبرة القرية من خطر أحد المجاري المائية لم نتطرق للموضوع ولكنني على يقين انه هو من قام بشراء المعدات وهو من تكفل بالتكاليف المادية؛ تذكرت قصيدة توفيق زياد التى غناها أحمد قعبور (أناديكم) خاصة في مقطعها الأخير؛

أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي

وقفت بوجه ظلامي

يتيما، عاريا، حافي

حملت دمي على كفي

وما نكست أعلامي

وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي

أناديكم... أشد على أياديكم!!

اليوم تم تعين الدكتور المهندس آدم عبد الله باري مستشارا فنيا لمعالي وزير الزراعة لا خاب من استشار الدكتور آدم..؛ هو خبر مفرح ارجوا ان يكون بداية لاستفادة البلد من هذا الكفاءة المخلصة و المحبة...

المهندس يحي سيدالمختار