لخوض الانتخابات ضد ولد حرمه كان من مدينة كيفه قلب موريتانيا حيث أجمعت زعامات موريتانيا التقليدية على أن يكون ولد يحيى انجايممثلها والناطق باسمها في البرلمان الفرنسي.وفي نفس الوقت كانت الكثرة الكاثرة من شعبية ولد حرمه من سكان الضفة حيث انضوت تحت لوائه المجموعات الزنجية القاطنة بجنوب البلاد.
وبعبارة أوضح كان ولد حرمة "البيظاني" مرشح أغلبية "لكور"، في حين كان ولد يحيى انجاي"الكوري" مرشح أغلبية البيظان.
ولعلي لا أبتعد عن الحقيقة إذا كررت مع الباحث والكاتب المتميز محمد ولد عبد الرحمن ولد امين حين قال متحدثا عن هذه اللحظة التاريخية: "لقد كان الناس ساعتها اكثر سماحة وتقبلا لفكرة الامتزاج العرقي منهم الآن والأكثر غرابة في هذه البلاد ن الامتزاج العرقي والانصهار الثقافي حتمي وبديهي".
الجمهوريتان الفرنسيتان الرابعة والخامسة.. وصراع المفاهيم في موريتانيا
تعرف سيدي المختار، وهو نائب بالجمعية الوطنية بباريس على الطالب المختار ولد داداه، رئيس موريتانيا فيما بعد، وقد تحدث المختار كثيرا عن تلك العلاقة التي انتسجت بينه وبين صديقه سيدي المختار في مذكراته.
وقد بلغت الحميمية بين الرجلين أن المختار لا يطلق على سيدي المختار في مذكراته غير لقب الصداقة والحميمية "سيدال" (Sidel).
لن تأتيَ سنة 1961 (سنة واحدة بعد الاستقلال) حتى يبعِدَ الرئيس الموريتاني السابق المختار ولد داداه رفيق دربه السياسي سيدي المختار ولد يحيى انجاي في موقف تحدث عنه الكثير من الموريتانيين بنوع من المرارة، ورأوا أن المختار رحمه الله كان قاسيا مع سيدي المختار أو "سِيدَلْ".
والظاهرأن الخلاف بين الرجلين لم يكن خلافا شخصيا، فقد كان المختار –في نظري- يحب أصدقاءه ويحترمهم ويقدرهم بما فيهم سيدي المختار، ولم يكن خلافهما حول المنافع كذلك، بل كان خلافا سياسيا محضا حول طريقة الحكم والمفهوم الذي ينبغي أن تتأسس عليه تلك الطريقة.
كان سيدي المختار قد تقلد مأموريتين في البرلمان الفرنسي ممثلا لموريتانيا وقضى ثماني سنوات تحت قبة قصر بوربون (Palais Bourbon) مقر الجمعية الوطنية الفرنسية، وعايش الجمهورية الفرنسية الرابعة وتشبع بفلسفتها في الحكم ونظرتها لتسيير الشأن العام، ومعلوم أن الحكومة الفرنسية الرابعة هيمنت على الشأن السياسي الفرنسي العام ما بين 1946 إلى 1958، تحت الدستور الجمهوري الرابع.
كان النظام السياسي حسب رؤية الجمهورية الرابعة نظاما برلمانيا صرفا فلمتكن لرئيس الجمهورية الفرنسية صلاحيات حقيقية تمكنه من قيادة الدولة، فالدولة برلمانية.
أما الرئيس ولد داداه فكان...........
يتبع ان شاء الله...للعودة للحلقة السابقة ,يرجى الضغط هنــــــــــــــــــا