اليوم هو أتعس يوم مرت به الامة العربية على الاطلاق

أربعاء, 30/12/2020 - 16:56

دجمبر !!

أتعس يوم من أيام الدنيا على العرب و المسلمين و على قيم الإنسانية في العصر الحديث ؛ ففي هذا اليوم الأسود تحالف أشرار الخلق و أعداء الحق على ذبح أعظم قائد عربي و مسلم ، من بعد النبي صلى الله عليه و سلم و قادته من أصحابه ..

و قد دأبنا ، منذ ارتكاب هذه الجريمة النكراء 2006، على إحيائها بالكتابة عن سيد الرجال و عالي الفعال و عظيم العظماء، الرفيق المناضل  الرئيس الشهيد صدام حسين ..

فما الذي بقي من زوايا عظمة صدام حسين لم تتناولها أقلام البعثيين و النبلاء من العرب و الأخيار في الإنسانية : و قد كتبنا عن طفولته و نشأته، و عن تاريخ نضاله، و عن ذكائه و عبقريته و حدة فطنته، و كتبنا عن شجاعته و ثوريته، و عن مرونته و ثوريته، و عن مبدئيته و نظرته في التكتيك و السيتراتيجية ، و عن نفاذ بصيرته في الترابط بين وطنيته و قوميته، و عن صفاء دينه و اتقاد إيمانه، و عن طيبة قلبه و نقاء سريرته، و عن بعد نظره و وضوح رؤيته، و عن عفته و مروءته، .... و حتى كتبنا عن وسامته وجمال سمته !

فعما ذا نكتب اليوم عن رجل بات معينا لا ينضب من المعاني الرفيعة  الخالدة في مشارق الأرض و مغاربها ?

 

على أية حال، نكتب اليوم عن أن التاريخ البشري عرف خمس مؤامرات كبرى نتجت عن الشعور بالحسد كمشترك بينها ، على تباعد حقبها في التاريخ، كما اشتركت في أن الضحايا نالوا لسان الصدق في الآخرين ، و أصبح المتآمرون مثلات و أحاديث تتلى للاعتبار إلى يوم الدين..

المؤامرة الأولى خططها إبليس بنفسه مع نفسه ضد أبي البشرية و أمها ، سيدنا آدم عليه السلام و أمنا حواء ، فوسوس لهما و أغراهما بأكل شجرة الخلد، ليوقعهما في معصية ربهما، فيطردهما من نعيم الجنة إلى المكابدة في الأرض !

و المؤامرة الثانية حبكها أبناء يعقوب ليكيدوا لأخيهم يوسف عليه السلام ، فأبعدوه عن أحضان أبيه  و حنانه، ثم رموه في قعر بئر بالصحراء لتلتقطه بعض السيارة من هناك ، إمعانا في الكراهية و الحسد !

و أما المؤامرة الثالثة ، فدبرها فرعون و هامان و جنودهما ليقتلوا موسى عليه السلام، ففر منهم تائها نحو مدين !

و المؤامرة الرابعة خططها بأعلى درجات الخبث و قوة الكيد أحبار اليهود ليقتلوا عيسى بن مريم !

و المؤامرة الخامسة  حاكها عتاة المشركين من قريش ليقتلوا محمدا صلى الله عليه و سلم بأربعين سيفا في وقت واحد فيتفرق دمه بين قبائلها، فلا يستطيع بنو هاشم أخذ ثأرهم في ولدهم من الجمع الشرير !

و أما المؤامرة السادسة ، فقد اشترك فيها جميع هؤلاء المتآمرين ضد الرئيس الشهيد صدام حسين فاغتالوه في أعظم أيام الله و أشدهم حرمة للدم ،   بقيادة الشيطان الأكبر: الولايات المتحدة الأمريكية، و عضوية الشيطان الأوسط ملالي الفرس و أحبار اليهود  الصهاينة و إخوته من عرب الجنسية !

و كما حاق المكر السيء بأهله في تلك المؤمرات جميعا ، كذلك فتح الله أبواب جهنم على العالم بعد هذه الجريمة ضد رجل من الصالحين ، و قائد عظيم من المؤمنين ، فسلط عليه الحروب و الفتن و الجوائح و الكوارث ، فما ينتهي كرب على العالم حتى ينشب كرب !

قد مات صدام حسين على أحسن هيأة و أقوم حال، و بقي أنموذج التضحية و المبدئية و النبل و القيم الرفيعة لكل أبناء البشرية ، و نفق بعض المتآمرين عليه، و بعضهم على حافة النفوق، و قد نالوا الخزي في الدنيا، و لعذاب الآخرة أشد و أخزى...

فجنة عليين  للرفيق الشهيد صدام حسين و لرفاقه و أبنائه الذين سبقوه و لحقوا به في ملاحم الشهادة  ، و تحية إجلال و تقدير لأبنائهم و بناتهم الأحياء..  و عقبى الحسنيين لرفاقه من بعده في ساحات الجهاد و الكفاح المسلح  في فلسطين و العراق و الأحواز العربية، و في ساحات النضال القومي في كل قطر من وطننا العربي...

 

بقلم/ محمد الكوري ولد العربي..

   

 

  

         

بحث