قبيل الانطلاقة الفعلية للحملة الانتخابية الرئاسية الماضية ،وفي تمام الساعة الحادية عشر ليلا ،اتصل علي عضو شباب ،،تيار المسار،، الحسين الطيب ليخبرني باختياري من قبل إدارة الحملة الرسمية كمديرة لحملة لكصر 2.
كان الخبر سارا بالنسبة لي ،حيث كنت قد طالبت بترشح محمد ولد الشيخ محمد احمد لرئاسة الجمهورية ومهدت لذلك قبل سنوات ،كتبت خلالها الكثير والكثير عن شخصه وشخصيته ،وعن الصفات القيادية التي يتحلى بها وهو ما يزال حينئذ على رأس القوات المسلحة ،مرابطا في ثكنته وبين جنوده ،بعيدا كل البعد عن بهرجة الاضواء ودهاليز السياسة ،ومع كل ذلك ،كانت لدي قناعة راسخة بأنه الشخص المؤهل والقادر على انتشال البلد وقيادة السفينة والوصول بها إلى بر الامان.
نعم!! لم استطيع إخفاء الفرحة التي شعرت بها حين أبلغت باختياري في حملة انتخابية لمرشح طالما ءامنت بمبادئه وافكاره وبأخلاقه الرفيعة وبقدراته ، لقد بت أعد الساعات والدقائق ،وأقول لنفسي : حانت لحظة الجد والعمل ،حان الوقت الذي طالما انتظرته وترقبته بفارغ الصبر.
لكن ،وبعد مباشرة العمل صدمت جدا بالظروف السيئة التي وضعت فيها انا وزملائي في الحملة لخوض معركتها ، فرغم الحماس وجاهزيتنا النفسية والمعنوية،واندفاعنا اللامحدود، كانت الظروف المادية التي تم وضعنا فيها صعبة جدا ،ومع ذلك قاومنا وكافحنا ،بل كنا نخوض معركتين في ذات الوقت : معركة الحملة الانتخابية ،بما تتطلبه من أدوات الإقناع وجذب الناخبين بكل الوسائل الشخصية المتاحة ،ومعركة خفية من نوع آخر مع أولئك الذين وضعت تحت تصرفهم كل الموارد المادية واللوجستية لتسيير الحملة وإنجاحها..
كانت جل احاديثنا هي ضرورة الاستماتة والمقاومة مهما حصل حتى يوم النصر ، لأننا واثقون جدا منه ، فمن يثق ويخلص لن تعيقه الظروف مهما كانت ،هذا في الوقت الذي كان يشعر فيه الكثيرون بخيبة الأمل مما يجري خلف الكواليس ،وقد انتشرت أحاديث بين الناس بأن أمرا ما يحاك ضد المترشح "فخامة الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني" ، وكان السؤال الذي يتكرر في كل لحظة على لسان الجميع هو :
"انتومه ذي الفظه امالها ما تخلك وتوزع اعل الناس يكانها اتكد تشتغل" ،حتى صور المرشح تم إغلاق المخازن عليها ، بل أتذكر أنني ،وقبل نهاية الحملة بليلة واحدة ،حاولت الحصول على بعض الصور وبعض الدعم المخصص للخيام ، ولولا تدخل الحملة الموازية والتي مولها رجال اعمال من أموالهم الخاصة لم نحصل على الصور المطلوبة ولا على دعم لأصحاب الخيام.
وبعد انتهاء الحملة ،اتصل علي منسق الحملة المسؤول وطلب مني تسليم كل الاثاث بسرعة للجنة "اللوجستيك" وهو عبارة عن مكيف ومكتبين صغيرين وخمسة عشر مقعدا ،ورغم أنني متعبة جدا ،ذهبث فورا وسلمتهم كل شيء وأخذت وصلا بخط يد المسؤول وقلت له :
(هون تابي وغازية واماعين وبعض المواد كنت قد اشتريتها على نفقتي الى عادت تنفعك خذوها امعاكم).
كنت طوال تلك الليالي أعود للمنزل في حدود الرابعة فجرا ،مرهقة جدا وبنفسية متعبة ،ومع ذلك لم أستطع أن أكتب شيئا عن الوضعية المزرية التي عملت فيها
وزملائي في الحملة ، لأن الشخص الذي تحملت من أجله كل المتاعب ،أعرف اخلاقه وصبره وتعففه وحلمه ،وفوق هذا ،كنت واثقة بأنه حتى ولو كان على علم بكل ما يجرى فسعة صدره وحنكته في إدارة الأزمات ستجعله يتحمل كل ذلك الوضع وتلك العقبات والمضايقات...صبرنا وانتصرنا ،،ولكنها أيام من الجهاد والتحمل ستبقى محفورة في الذاكرة!
شكرا لأولئك الجنود المجهولين الذين تحملوا معي كل تلك الصعاب ،دون مقابل ،حتى ينجح المشروع الذي آمنا به وعملنا من أجله طويلا فبهم ،ومعهم ،ومن خلالهم، تحقق الهدف.
" موجبه ما ذكره أحدهم من مضايقات في الحملة"
بقلم/ رئيسة تيار المسار زهراء نرجس