ذات صباح من شهر مارس وصلت سيارة إسعاف تابعة للمستشفى الوطني إلى إحدى القرى القريبة وهي تنقل جثة أحد المتوفين من المستشفى إلى منزل أهله، والجثة تعود إلى رجل في منتصف العقد الخامس من عمره قضى بالسكتة القلبية أثناء محاولة إنعاشه في غرفة العناية المركزة في المستشفى المذكور قبل ساعات قليلة من إجراء عملية توسيع شرايين له، وبدأ ذوو المتوفى إجراء مراسم العزاء من تحضير للجنازة وحفر للقبر، ووضعت الجثة على طاولة التابوت لتغسيلها وتحت تأثير الماء الساخن انتفض جسد المتوفى وفتح عينيه وهب مذعوراً مما يجري حوله فأصابت الموجودين حول الجثة حالة من الذهول والذعر أيضاً، فما يجري أمامهم أمر لا يصدقه العقل .
وثمة قصة واقعية أخرى مشابهة بطلها مواطن آخر كان يتناول طعام الغداء في منزله بين زوجته وأبنائه عندما أصابته نوبة قلبية فتم إسعافه إلى المستشفى الوطني ، وهناك أدخل إلى غرفة العناية المشددة وظل لمدة يومين تحت المراقبة الشديدة حتى أعلن الأطباء عن وفاته، فأخذ أهله يجهزون ترتيبات الجنازة وبعد غسله وتكفينه خرجوا به مع المشيعين إلى المقبرة مشياً على الأقدام وقبل أن يصلوا إلى المقبرة عاد الميت ” المفترض ” إلى الحياة ووجد نفسه – كما روى لمن حوله بعد ذلك – مغطى بقماش أملس ومربوطاً من رأسه وقدميه ،وبصعوبة أستطاع أن يزيل القماش ويخرج رأسه فأصاب المشيعين ذهولٌ شديد وأوشكوا أن يلقوا بالجنازة ليفروا بعيداً عنها ولكن أبناء الميت ” العائد ” تداركوا الأمر وقاموا بلف والدهم العاري بثيابهم الخارجية وعادوا به إلى المنزل وتحولت صرخات البكاء والعويل إلى استغراب ودهشة ثم إلى زغاريد وأصبحت قصته كما يقول ابنه ( عبد الكريم ) حديث الناس لسنوات في قرية قبل أن يُتوفى والده مرة ثانية بالنوبة القلبية ولكن إلى غير عودة هذه المرة .
أما فواز العلي 29 عاماً سوري الجنسية ،فقد تعرض لحادث مروري مروع وأعلن عن وفاته ثم أودع في ثلاجة المستشفى الوطني في حمص في انتظار تصريح الدفن، وكانت المفاجأة المذهلة عودته للحياة بعد 13 ساعة في ثلاجة الموتى – ويروي لنا الشاب العائد من الموت ما حصل معه قائلاً : “عندما فتحت عيني وجدت نفسي داخل صندوق بارد فظننت أنني أفقت لأُحاسَب يوم القيامة وأزحت غطاء التابوت لأجد نفسي في ثلاجة كبيرة مع عدد آخر من الصناديق.
ويضيف لم أصدق نفسي بداية فبدأت أتحسس جسدي وقدمي وعيني لأتأكد أنني ما زلت على قيد الحياة، وحاولت أن أستغيث وأفتح باب الثلاجة ففشلت وأخذت أطوف على الصناديق المحيطة بي وأقرأ أسماء الموتى داخلها حتى سمعت صرير الباب الحديدي وعندما التفت خلفي كان عامل المشرحة في وضع لا يُحسد عليه إذ فر هارباً إلى الخارج عندما فوجىء بي أقف أمامه حياً أرزق .