ولد الشيخ إبراهيم انياس رضي الله عنه يوم الخميس 15 رجب 1318هـ ( وقيل أنها سنة 1320هـ ) في طيبة نياسين، وهي قرية توجد في مقاطعة نيورو (إقليم كولخ )في جمهورية السنغال، من أبيه الشيخ الأجل الحاج عبد الله انياس بن السيد محمد وأمه السيدة الفاضلة عائشة بنت السيد إبراهيم .
أول من قدم من أجداد الشيخ إلى القطر السنغالي هو الأمير الرضى العربي القادم من المغرب العربي الكبير اتفاقا وتزوج ملكة البلد المسماة “جيل” والملقبة ب”انياس”. ومما يجدر التنبيه عليه أن هناك في السنغال لقب “انيص” يختلف لفظا ومعنى وعنصرا وحروفا عن “انياس” التي هي لقب أهل الحاج عبد الله انياس..
ونشأ في حجر والده، وقرأ عليه القرآن حتى حفظه حفظاً جيداً برواية ورش عن نافع وقد ظهرت عليه النجابة في صغره، وبعد أن حفظ القرآن شمر عن ساعد الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم، المنطوق منها والمفهوم، وبلغ فيها المنى والمراد، وتبحر فيها وتفنن بجميع فنونها.
وتولى تعليمه والده العالم المجاهد الحاج عبد الله بن محمد نياس،ولم يخرج من بيته قط الى طلب العلم .
وازداد من العلوم والتضلع فيها بهمته العالية وانهماكه المستمر في تحصيل العلم.
ونبغ رحمه الله في سنٍ مبكرة في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة وفنونها، والتصوف، حتى أصبح مرجعاً في ذلك كله .
دعوته:
تصدر لإفادة الخلق قبل بلوغ الثلاثين سنة، وأقبل عليه الناس من أقطار شتى، عرباً وعجماً ينهلون من علومه، وجاءه العلماء قبل العوام يستقون من حضرته درر العلوم ويتشوقون لعلوم الرجال وتربية النفوس وتزكيتها، فكان لهم بحراً لا ساحل له ومنهلاً عذباً لا يمل ومركز فهوم لا ينضبه العل
اشتغل رضي الله عنه بإرشاد الخلق وتعليمهم وتربيتهم وأصبحت قريته التي أسسها وسماها (مدينة) ،،وهي على بعد اربع كلمترات من وسط عاصمة اقليم كولخ، منارة علمٍ وتربية.
ربى الشيخ أصحابه أفضل تربية وظهرت كفاءته للدعوة إلى الله وبرزت خصوصيته من خلال الفيضة التي تفجرت على يديه وامتدت لتعم الأرض.. وقد اتصف الشيخ بما كان يدعو إليه من البر والجد..
كان أول تحرك روحي من الفيضة، التي وقعت على يد الشيخ إبراهيم، فى سنة 1348هـ (الموافق 1929م) ، والشيخ إذ ذاك ابن ثلاثين سنة.
أهداف الدعوة عند الشيخ:
عند انتقال الشيخ إلى مدينته سنة 1349هـ، حدد للحياة في مدينته التي أقامها أربعة أهداف:
– تعلم العلوم الدينية وتطبيقها
– ذكر الله ومراقبته
– حفظ القرآن وتلاوته
– تصفية القلوب لتتلقى عن سرها عن ربه سلسال التوحيد..
وقد حدد الشيخ أهداف دعوته في مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة البلاد السعودية:
– دعوة غير المسلمين للدخول في دين الله وترك الوثنية وغيرها من الديانات الباطلة.
-الجد والاجتهاد في توعية المسلمين ونصحهم وإرشادهم ليزداد المؤمنون إيماناً مع إيمانهم.
-تجنيد كل الطاقات الممكنة لنشر لغة القرآن.
-الدعوة إلى تعميق الشعور بالأخوة الإسلامية.
-ربط الدعوة بالحركات والهيئات الإسلامية في العالم.
-التصدي للقوى التي تسعى لفتنة المسلمين من تبشيرية، مسيحية، ومن صهيونية متسترة وغيرها.
ومن اجل الدعوة إلى الله جاب الشيخ أفريقيا وكل الأقطار الإسلامية، وكثيراً من الأقطار الأخرى ، وادت به جوﻻته حتى الى الصين فى سنة 1963 ، ينشر دين الله ويدعو إلى الإسلام بالكلمة الطيبة، ويبث علمه بين الناس ويناظر العلماء للإفادة والاستفادة..
الحضارة انفو