على أديم هذا الفضاء ,هناك من يستعمل أسلحة الارهاب والحجر على الافكار ,محاولا تكميم الآخر ,وذلك حين يعبر عن مشاعره تجاه قضية من القضايا ,بل إنه يرسم لك حدودا للتعبير والبوح والخيال.
وهو على أتم الاستعداد ليسمعك أشد الألفاظ وأقبحها إن تجاوزتَ تلك الحدود (اللي اموافقه هواه هو يوني).
ان ثقافة التعبير عن المشاعر والبوح بالاحاسيس والكتابة عن القناعات ,أصبحت محاصرة من جميع الجهات ,ومُضيّقا عليها الخناق من الظلاميين الذين نَصّبوا أنفسهم أوصياء على الجميع ,بحيث أصبحنا نعيش في كبت ثقافي , نتيجة لِما يمارَس ضدنا من إرهاب فكري...
يجب أن تُفرقوا ـ معشر الفسابكة ـ بين جرح المشاعر والتخوين وتسفيه الرأي ,وبين النقد الهادف والنصيحة الصادقة , فليست الاساءة نصيحة وليس النقد الجارح ,المتطرف مقبولا ,ثم عليكم أن تفهموا جيدا أن الأرواح تسقم أحيانا أكثر من الأجساد..فلتتركوها تسبح في ما وراء الحدود والخيال لتُروِّح قليلا وترتاح يسيرا ...دعوها تخرج من قمقم الحياة المُسَيّج بالمشاكل اليومية إلى عالَم مجنح الخيال..الى عالم البوح..الى التحليق في فضاء لا تحده الحدود..ولا تغُلّه القيود.. وقبل ذلك ,لا تنسوا بأن تقسيماتكم المجتمعية هذه التي بموجبها تمنحون الحصانة وصكوك الغفران والجنة والنار لمَن شئتم ,ومقاييسكم التي تحكمون من خلالها على الفرد دون أن تجربوه أو تعرفوا سلوكه وخلفياته ,هذه التقسيمات مقززة ولا تتماشى مع أي منطق ولا دين..ولا يقرّها عرف ولا تقليد.
نحن حين نكتب علنا ,أو نهمس سرا عبر هذه المساحات الزرقاء لا نفعل ذلك باسم أسرة ولا قبيلة ولا جهة ,ثم إن المرأة "الزاوية" ـ كما يحلو للبعض أن يسميها ـ هي قبل كل شيء إنسانة ,لها قلب ينبض وعواطف مرهفة وشعور يحس،،بل يعشق ويحب ويكره...سأبيعكم نصيبي منها في المزاد العلني ,فأيكم يشتريه؟
لا تقيدوها بهذه الخزعبلات...فقد جعلتموها تكذب وتخادع الله ،،تحب سرا وتعشق سرا وتكتب رسائلها من تحت الماء ووسط اللهيب ,فاحترقت ,ولو غرقت فلن تفيدوها ولن تنقذوها..
والله..لقد كفرنا ببعض فقهاء ومنظري هذا الفضاء..فهم شياطين مردةٌ في رسائل "المسانجير" الحمراء ,السرية تحت جنح الظلام ,ومتشددون ,صالحون ـ جهرا ـ في تعليقاتهم العلنية أمام الناس...فتبا لهم ثم تبا..
ألا قبّح الله المتلونين!!
بقلم/ زهراء نرجس رئيسة تيار المسار