ساعة يد تتسبب في ضرب رجل لوالد زوجته ضربا مبرحا

ثلاثاء, 16/06/2020 - 12:39

هذه قصة رواها مواطن من إحدى الدول العربية لصديقه الموريتاني حول شجار جرى بينه وبين زوجته ووالدها ,حيث يقول :

من عادتنا في الزواج أن الزوج مُخير بين دفع المهر مع شراء الحلي اللازم لزوجته ,أو دفع المهر فقط ,وقيام أهل العروس بشراء حليها وزينتها وما يلزمها على حسابهم ,وفي حالة قيام الزوج بشراء ما يلزم زوجته ,فليس من حق أهل الزوجة حينئذ التصرف في ذلك الحلي ولا يأخذون منه شيئا الا بإذن الزوج وموافقته لأنه هو من اشتراه وأصبح ملكا له في العرف والعادة.

ويضيف الرجل : حين تقدمت للزواج من زوجتي الحالية ,كان الاتفاق أن أتولى شراء كامل الزينة من ذهب ومجوهرات على نفقتي ,ففعلت ,وبعد أن أمضت زوجتي فترة قصيرة معي ,ذهبت لزيارة أهلها ,وبعد عودتها ,سألتها عن ساعة كانت في معصمها ,وهي من ضمن الاشياء الثمينة التي كنت قد اشتريتها ,فأجابت بأن والدها استحسنها لما رآها فخلعتْها وأعطته إياها ,الامر الذي أغضبني جدا ,لأنه أمر خارج عن تقاليدنا وغير مألوف ,بل خارج عن الشروط التي بيننا ,فتوجهتُ إليه فورا ـ يقول الزوج ـ وطلبتُ منه أن يعيد إليّ الساعة ,فأعادها دون أن يقول شيئا ,غير أني سمعته يهمس خفية فتركته وغادرت.

وبعد عودتي للمنزل ,ناولت الساعة لزوجتي وقلت لها : أنا لا أحب أن أرى هذه الساعة الا في معصمك ,ولا أسمح بإعطائها لأي كان وتحت أي ظرف.

وبعد فترة ليست بالطويلة ,عادت الزوجة من زيارة ثانية لأهلها ,فلاحظتُ أيضا أن الساعة ليست معها فسألتها ,فقالت : إن الوالد طلب إعارتها وسوف يردها قريبا ,فاشتعلتُ غضبا ,وخرجت من المنزل والشرر يتطاير من عينيّ قاصدا منزل أصهاري الذي يبعد عنا مسافة نصف ساعة في السيارة تقريبا ,فوجدت "نسيبي" ـ حسب لفظه ـ مستلقيا على أريكة أمام البيت ,فأمسكته من ذراعه وأوقفته وضربته كفا على وجهه وانتزعت منه الساعة انتزاعا ,ثم أمعنتُ في سبه وشتمه ,والغريب أنه حاول ضربي هو الآخر لولا أني كنت منتبها ,حيث حملته ورميته على الارض ,ثم ركبت سيارتي وانطلقت وأنا أهدده وأتوعده إن هو كررها بعد الآن ,لكنه اتجه من لحظته الى مركز الشرطة وقدّم شكوى ,يقول فيها : إنني ضربته ضربة قوية على الوجه تسببتْ في سقوط اثنتين من أسنانه الامامية ,وبعد استدعائي من قِبل الشرطة والتحقيق معي أحالونا إلى القضاء ,حيث لا تزال القضية تراوح مكانها ,مع بعض الوساطات من الاهل والجيران للصلح بيننا ,مقابل دفعي مبلغا كتعويض عن فقدان أسنانه,وتنازله عن الشكوى ,لكن الامور لا تزال على حالها.

ولما فرغ من قصته ,ضحك صديقه الموريتاني ضحكة كادت تُسقطه أرضا ,حيث تعجب صديقه من سبب الضحك ,فأجابه : لا تعجب ,لقد تذكرت أن من عادات مجتمعنا الموريتاني ألا يلتقي الرجل مع صهره مدى الحياة من لحظة نيته طلب يد ابنته ,وأنتم تضربون أصهاركم وتُسقطون أسنانهم وكأن الامر عادي وليس هناك ما يدعو للدهشة والضحك ,ثم أردف قائلا :

(كَـتلكْ ذَ بعد ماهُ متكَـيدي..ويعملك ما تفهم ذاك)

بقلم/ محمد محمود محمد الامين

(خاص بموقع الجواهر)

 

 

  

         

بحث