لطالما كان انتشار الشائعات، بوابة لظهور شخصيات غير موثوقة على صعيد الإعلام أو في الحياة الواقعية، يعملون على مبدأ الاستفادة من الأزمات وتوظيفها لخدمة مصالحهم الضيقة، مدعين أنهم مقربون من أصحاب القرار وصنّاعه، دون أدنى معرفة أو علم بالشيء الذي يتحدثون عنه، كما يعمل تجار الحروب من خلال إثارة الشائعات المغلوطة، على إثارة البلبلة على الصعيد المجتمعي والاقتصادي، مما يؤدي إلى انقسام المجتمع والتأثير عليه سلباً، بالاعتماد على عاطفة طبقات معينة من المجتمع، تهتم بالمعلومة وليس بمصدرها، مستندين إلى عاطفة مبالغ بها.
سلبيات الشائعات على صعيد المجتمع
– استنزاف المجتمع على صعيد الفكر واستنفاذ الخطط الاحتياطية على مستوى الفرد والمجتمع خلق مشكلات استنادا على الوهم والتهويل مما يؤدي إلى التأثير سلبيا على التوقعات المستقبلية، إذ يجب أن نتوقع الأفضل ونهيئ للأسوأ.
– خلق المشكلات النفسية وضرب المجتمع المستهدف ومحاولة ابتزازه إما عن طريق تصدير الراحة المطلقة أو الخطر المطلق.
– إحداث شرخ ما بين أفراد العائلة بسبب تعدد الخيارات غير الواقعية ودائمًا عندما تتعدد الخيارات في اللامعقول يضيع الخيار الصحيح وتهبط نسب تحقيقه إلى مستويات خطيرة ويعتبر وسيلةً لخرق وحدة البيت الواحد وحل الروابط الوجدانية بين الأهل، وكثيرة هي البيوت التي هُدمت والأسر التي تفككت بسبب الإشاعات
تؤثر الشائعات على عقلية المجتمع بشكل مباشر مما يؤثر على نفسيتهم وبخطوات بطيئة وثابتة يصيب الأفراد نوع من الإحباط مما يؤثر على إنتاجيتهم بشكل مباشر
وأيضا وبطريقة غير مباشرة تعمل على المساس بالأمن الوطني لأن الشائعات الملفقة إن كانت سلبيه أو إيجابيه فهيا تعمل على خلق حالة فوضى والبلبلة في المجتمع.
– وأيضا تعمل على رفع مستوى الشك بمدى مصداقية وموثوقية الجهات المختصه واصحابين القرار لأن الإشاعات دائما ما تعمل على نشر الذعر والرعب في نفوس المواطنين والأجانب المقيمين في الدولة نفسها.
– وبشكل تلقائي الشائعات تعمل على صرف النظر عن كيفية الحلول للمشكلات الرئيسية في اَي دولة وتستنزف المجتمع والدولة والمقيمين بها.
تجعل الإشاعات من الرأي العام رأياً مضللاً وقوةً ضاغطةً تفرض هيمنتها على الحكومة وصانعي القرار فيها باعتبارها قوة اجتماعية لها وقعها فيما يُشرع من قوانين وأحكام، ممّا يؤدّي إلى العجلة إقرار بعض القوانين أو التمهل للتراجع عن البعض الآخر بشكل لا تتحقق به المصلحة العامة، وتزيف معه الحقائق، وتُسلب به الحقوق.
المشكلات التي تسببها الشائعات على الصعيد الاقتصادي
تؤثر الشائعات على عقلية المجتمع بشكل مباشر مما يؤثر على نفسيتهم وبخطوات بطيئة وثابتة يصيب الأفراد نوع من الإحباط مما يؤثر على إنتاجيتهم بشكل مباشر وتباطئ في حركة النمو بشكل غيرمباشر، وعندما يصبح لدينا تباطؤ في النمو يصبح لدينا مشكلة واضحة في الدورة الاقتصادية في الاقتصاد الداخلي وعجز، ومع الوقت يصبح اقتصاد غير جذاب للقطاع الأجنبي مما يضعف القطاع المحلي بشكل مباشر
إضعاف الثقة ما بين القطاع الخاص والقطاع العام أي لا أحد يثق بالطرف الآخر وهذا ما يؤدي إلى رفع مستويات الشك بين الأطراف، وبهذه الأسباب مجتمعة نرى كم هي الشائعات خطيرة، ويجب الحذر منها، لأن دائما ما يجب العمل على بناء سمعة استراتيجية تلامس واقع الدولة والمجتمع في إيجابياتها وسلبياتها ودائمًا ما تدار الحروب عن طريق الشائعات، أما الحل فهو بسيط جدا للانتهاء من هذه الظاهرة الخطيرة، حيث يجب علينا أن ننتقل مِن عالم المعلومات إلى عالم العلم والمعرفة ورفع مستوى الوعي لدى كافة طبقات المجتمع وخاصه فئة الشباب لأنهم هم من يهتمون بنقل المعلومة، عبر توعيتهم بالاهتمام بدقة المعلومات ومصادرها الموثوقة.
الجزيرة نت