أصاب فيروس كورونا عشرات الآلاف من المرضى حول العالم، ورغم ذلك، ما زلنا لا نعلم سوى القليل من المعلومات حول هذا المرض شديد العدوى.
وظهر تفشي المرض الشبيه بالإنفلونزا، المعروف الآن باسم Covid-19، لأول مرة بين مجموعة من مرضى الالتهاب الرئوي في ووهان الصينية في أواخر ديسمبر وانتشر بسرعة إلى أوروبا والأمريكتين.
ووجدت أحدث الدراسات أن المصابين يمكنهم نقل الفيروس إلى الآخرين حتى قبل أن تظهر عليهم الأعراض، ويستغرق الأمر نحو 5 أيام قبل ظهور علامات مثل ارتفاع درجات الحرارة والسعال.
وهذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا، تدمر جسم الإنسان، ما يفسر تعرض كبار السن والأفراد الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقا، لخطر الوفاة، ويعتقد الخبراء أنه يمكن أن يعيش داخل الجهاز التنفسي لمدة خمسة أسابيع على الأقل.
وأدى الوباء العالمي إلى حظر السفر وإغلاق الحدود والمدارس والمتاحف في عدد من الأماكن، خاصة في إيطاليا التي وضعت سكانها البالغ عددهم 60 مليون نسمة قيد حجر صحي غير مسبوق.
وما يزال الباحثون يدرسون كيفية مهاجمة الفيروس للجسم وكيف يمكن علاجه وما إذا كانت هناك أي آثار طويلة المدى، وسط تدابير جذرية للحد من انتشار Covid-19 .
وقدم الأطباء في الصين وتحديدا في ووهان ومقاطعة هوبي المحيطة بها، والتي كانت نقطة الصفر لتفشي المرض، العديد من الإجابات حول كيفية مهاجمة الفيروس للجسم.
- ماذا يفعل فيروس كورونا للجسم؟
يصيب الفيروس الأنسجة والممرات الهوائية بعمق داخل الرئتين، وتشبه أعراضه الأولى الإنفلونزا، والتي تشمل الحمى والسعال الجاف والتعب وضيق التنفس.
ويعاني بعض الناس من آلام في العضلات والتهاب في الحلق وسيلان في الأنف أو إسهال. ويمكن أن يتطور المرض إلى التهاب رئوي وفشل الجهاز التنفسي في الحالات الشديدة، حيث يمكن وقتها أن يصاب المريض بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ويموت.
وتظهر الأشعة المقطعية لرئتي مرضى فيروس كورونا بقعا بيضاء تشير إلى "عتامة الزجاج المصنفر" (Ground-glass opacity) أو الموائع (fluid)، والتي تصبح أكثر كثافة بمرور الوقت، وكانت مماثلة لأولئك الذي أصيبوا بالسارس أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
ووجد أطباء بريطانيون أن "مرضا رئويا متورطا بالكامل" في 25 حالة ممن خضعوا للفحص ما بين 6 إلى 12 يوما بعد إبلاغهم عن أعراض فيروس كورونا.
وبشكل عام، تقول وزارة الصحة البريطانية عبر موقعها على الإنترنت، إن الأعراض النموذجية لفيروس كورونا، تشمل الحمى والسعال الذي قد يتطور إلى التهاب رئوي حاد يسبب ضيق التنفس وصعوبات في التنفس، ويمكن للمرض أن يسبب أعراضا أكثر حدة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة وكبار السن، وأولئك الذين يعانون من حالات طويلة الأمد مثل مرض السكري والسرطان وأمراض الرئة المزمنة.
- ما مدى قدرة المرض على قتل المصابين به؟
يقول رؤساء الصحة البريطانيون إن معظم الأشخاص الذين يصابون بالفيروس سيعانون من أعراض خفيفة فقط.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يتعافى نحو 80% من المرضى دون الحاجة إلى علاج متخصص. ويعاني واحد من كل ستة تقريبا من حالة خطيرة وصعوبات في التنفس.
والأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم كبار السن والذين يعانون من حالات صحية كامنة (مثل السكري وأمراض القلب).
- كيف ينتشر المرض؟
ما يزال الخبراء يحققون في كيفية انتشار الفيروس، ولكنه ينتشر في الغالب عن طريق رذاذ السعال أو العطس من الشخص المصاب، وما يمكن أن يدخل عن طريق الفم أو الأنف أو العيون.
وتغزو جزيئات الفيروس الخلايا البشرية وتتكاثر، ما يتسبب في تطور العدوى وانتشارها عبر الجسم. وبمجرد دخول الرئتين، يمكن أن يسبب الفيروس أضرارا خطيرة ويصبح مهددا للحياة.
ووفقا للباحثين، يمكن امتلاء الرئتين بالسوائل والخلايا الميتة، وما يعيق تزويدهما بالأكسجين في الدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون.
وقال مسؤولو الصحة إن الفيروس يمكن أن يعيش على الأسطح الصلبة مثل البلاستيك لمدة تصل إلى 72 ساعة والأسطح الناعمة لمدة 24 ساعة.
- كيف يتم علاجه؟
لا يوجد علاج محدد للفيروس حتى وقد يستغرق الأمر عاما قبل طرح اللقاح للاستخدام العام. فيما تؤكد المنظمات الصحية بأن المضادات الحيوية لا تساعد في علاج المرض، لأنها لا تعمل ضد الفيروسات.
ويحتاج المرض إلى إجراءات لتخفيف حدة الأعراض بينما يحارب الجسم المرض، بالإضافة إلى ضرورة البقاء في عزلة، بعيدا عن الآخرين، حتى تتعافى.
المصدر: ميرور