يا مجانين هذا البلد الآمن إن شاء الله، ويا عقلاءه انتبهوا واستفيقوا من غفلتكم..
لسنا بحاجة لجبهة أو منظمة أو تنظيم للدفاع عن البيظان، ولا للدفاع عن لحراطين، ولا للدفاع عن الزنوج، ولا للدفاع عن عربنا أو عجمنا..
إن حاجتنا الأكيدة؛ وربما الوحيدة؛ هي لدولة مدنية قوية تدافع عن كل هؤلاء، وتحميهم، وتحتضنهم، وترعاهم، وتعدل بينهم، وتنمي روح المودة والمحبة والتآخي والتآزر بينهم. أجمعين.
ولن تسطيع تلك الدولة تحقيق أي شيء من ذلك إلا في ظل الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، والانفتاح السياسي؛ بعيدا عن الفتن بكل أشكالها.
يا عقلاء الوطن، ويا مجانينه: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها؛ ولقد عصفت بمجتمعات خير من مجتمعنا، يقودها رجال خير من رجالنا، في زمن خير من زماننا، في ظروف أكثر أمنا وأمانا من ظروفنا..
لعلكم تذكرون الفتنة الكبرى التي عصفت أو كادت تعصف بدولة الإسلام الأولى، على عهد صحابته صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين الهاديين المهديين..
تذكرون تلك الفتنة/ المحنة، ومقتلتها الكبرى وآثارها المزلزلة.. والتي لا نعرف لها غير سببين رئيسين:
-- الحمية العصبية ونعراتها الضيقة
-- ثم الأفكار الخبيثة التي استهدف أصحابها إفساد عقيدة المسلمين مستغلين وفاة النبي الأعظم محمد صلى آلله عليه وسلم..
فماذا ترون الآن غير ما كان سببا لتكلكم الفتنة العظيمة:
-- دعوات عصبية ضيقة غبية وجاهلة
-- ودس لأفكار خبيثة تستهدف عقيدتنا الإيمانية؟!!
إنها ألسنة الفتن تخرج من هنا وهناك..
فتن حذرنا الله منها وخوفنا منها لخطورة ما يترتب عليها من أضرار كارثية يتجاوز نطاقها دعاتها إلى الناس أجمعين؛ حتى الأبرياء المسالمين المغلوبين...
قال جل من قائل: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
ولقد حدد سبحانه وتعالى مكانة الفتنة ودرجتها بصفتها أفحش الجرائم البشرية وأخطرها كلها، وأشدها ضررا على الناس كلهم جميعا:
قال تعالى:
"وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"....
صدق الله العظيم
اللهم هل بلغت؛ اللهم فاشهد
محفوظ الحنفي
ملاحظة/ العنوان الأصلي للمقال هو : إلى عقلاء هذا البلد ومجانيه..!