هذه قصة حزينة ترويها إحدى الفتيات عن السبب في طلاقها أصابعها وضياع أسرتها ،حيث تقول :
تفننت وتلذذت بتعذيب أم زوجي ، وإبعاده عنها قدر المستطاع، ونسيت حقها الذي فرضه الله علينا.
كان الرد انتقام رب العالمين مني، أو انتقامها كان صعباً ، وقاسياً دمر حياتي من أساسها.
تذكرت قوله تعالى ( وما الله بغافل عما يعمل الظالمون ) فانهمرت دموعي بحراً
كثيراً ما يحدث نزاع صامت أو معلن بين الزوجة وأم الزوج حول الزوج وحقوق كل منهما، فالأم ترى حقها مقدماً على الزوجة، والزوجة لا تعترف بهذا الحق، وترى أن زوجها ملك خاص، لا تسمح لأخرى أن يكون لها اعتبار حتى ولو كانت أمه.
الزوجة غالباً ما تمتلك أوراق اللعبة، وتعتقد أنها ستكسب، فتضع رأسها برأس أمه، ولكن مهما كانت حساباتها فالحرب محسومة لصالح الأم، لاعتبارات كثيرة، قد تكون مرارة العداوة تجعل الزوجة تتجاهلها أو لا تتفهمها بما فيه الكفاية، فتأتى الرياح بما لا تشتهي السفن.
قصتي أقرب من الخيال، وقد تكون رعونتي واستفزازي لأم زوجي هي سبب تعاستي التي لا توصف، فقد انهار كل شيء في لحظة لا تخطر على البال، لهذا أقدم قصتي عبرة لكل فتاة لتتعظ بها :
إنه ابن عمي، حيث نشأ كل منا متعلقاً بالآخر منذ الطفولة، حتى إذا كبرنا تم زواجنا وسط فرحة الأهل وأمنياتهم لنا بالحياة السعيدة، عشنا حياة مليئة بالحب والسعادة هي أقرب للأساطير، حتى أصبح البعض يضرب بنا المثل من حيث الانسجام، والحب، والتفاهم والتوافق، كما أكرمنا الله بطفلين، الولد حمل اسم جده والبنت حملت اسم أمي، زوجي يحبني كثيراً حباً أحسد عليه، أما أنا فكنت جميلة بشهادة الجميع، وأهتم بنفسي، قد يكون الجمال وما حظيت به من حب دفعني أن أفتعل العداء مع أمه، أو بالأصح أتسلى بإغاظتها بأسلوب بارد، لأنني ممسكة بكل الخيوط، وأحس في قرارة نفسي أن ما أقدم عليه خطأ، ولكنني متأثرة بما اسمع من الناس عن كراهية الأم لزوجة الابن، استطعت أن أحكم قبضتي على زوجي حتى أصبح اهتمامه بأمه في حدود ضيقة، واستمرت الأيام وأنا أتعمد إغاظتها، استمرت اللعبة عندما لن يعير أبنها أذناً صاغيةً لشكواها، كنت أشعر أنني أتمتع بدهاء يفوق دهاء صويحبات يوسف!!
حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم، الذي سددت لي فيه هذه المرأة الضربة القاضية التي نسفت كل شيء، لا أدري أهي صادقة أم استفزازي لها جعلها تقف هذا الموقف؟
ومهما كان فأنا الخاسرة والنادمة.
في ذلك اليوم مرضت هذه العجوز، وجئت أزورها، وقلت لها اكتبي وصيتك، تنهدت وقالت لي : الموت حق.
عندما رجع زوجي كالعادة نادى أطفاله ولاطفهم، وحدثني عن الذكريات الجميلة التي عشناها، وقال لي: لا أعرف بدونك كيف أعيش، كل الناس يحسدونني، قلت له وأنا كذلك ثم ذكرت له أن أمه مريضة ولا بأس من زيارتها، فذهب وما هي إلا دقائق حتى جاء زوجي بوجه لم آلفه به ، جاء عابس الوجه، مطأطئ الرأس، قلت له ماتت؟ قال: لا ولكن .. ولكن ماذا؟ خرج من البيت دون أن يكلمني لحظتها أدركت أن أمه قالت له شيئاً أزعجه، ذهبت لها وسألتها بأسلوب تهكمي، وبلهجة التعالي والغرور، قلت لها: ماذا قلت يا عجوز لابن عمي؟ قالت لي ببرود وبصوت متهدج : الموت حق، وأنا كنت جاهلة في الحقيقة....أنت وابن عمك أرضعتكما سوياً، وسمعت الشيخ في الإذاعة يقول إن الأخت بالرضاعة لا تتزوج أخاها من الرضاعة، وسألت العلماء قالوا لي زواج ابنك باطل؟ صرخت في وجهها قلت لها: دمرتيني؟! حرام عليك.. أنت حاقدة، لحظتها دارت بي الدنيا وسقطت منهارة لقد وقعت الكارثة وأصبحت حديث الناس، سألت أمي عن موضوع الرضاعة فقالت لي هي رضعات لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة ولكن هذه المرأة أقسمت أنها أكثر من أصابع اليدين، وبعد الرفع للقضاء صدر الحكم بالتفريق بيني وبين زوجي دون طلاق وإلحاق الأبناء لقد ضاع كل شيء جميل في حياتي، نعم أنا مذنبة فقد أكون دفعتها لأن تتمسك برواية الرضاعة حتى تحطم قلبي كما حطمت قلبها فالجزاء من جنس العمل.
ولحظتها انهمرت دموعي وسالت بحراً وتذكرت عظيم الجرم والظلم الذي ارتكبته في حق تلك المرأة المسكينة وما آل إليه أمري.