شن الكاتب الموریتاني البارز، د. محمد إسحاق الكنتي، ھجوما لاذعا ضد قادة حزب "تواصل" المعارض؛ متھما إیاھم بالتھرب من الحدیث عن انتخابات سابقة لأوانھا، رغم مطالبتھم بمراجعة السجل الانتخابي وإعادة تشكیل اللجنة الوطنیة المستقلة للانتخابات. واعتبر الكنتي، في تدوینة نشرھا في حسابھ على موقع "فیسبوك"، أن سبب ھذا التھرب یعود لكون رئیس الحزب یدرك أن "نزیف" انسحابات مجموعات من كوادره ضمن تیارات "الراشدون، والمغاضبون، والمنافسون، أثرت على قدرة ما تبقى من الحزب على المنافسة"؛ وفق تعبیره. نص التدوینة :
في حدیثھ أمام مجلس شورى تواصل، أو ما تبقى منھ، قدم رئیس الحزب المعارض صورة على مقاس المقام عن الأوضاع السیاسیة في الوطن بعد مضي "أكثر من عشرة في المائة" من مأموریة فخامة رئیس الجمھوریة السید محمد ولد الشیخ الغزواني... یثیر حدیث رئیس تواصل جملة من الإشكالات یتعلق أولھا بوجاھة تقییم 60 شھرا اعتمادا على "قراءة متحیزة" لحصیلة 06 ِ أشھر! فلم یشع استخدام 10 %إلا في عمولات الفساد، والفوائد الربویة. أما اعتمادھا عینة ممثلة لخمس سنوات فھو من بدع تواصل التي علیھ وزرھا ووزر من عمل بھا إلى نھایة المأموریة. طالب رئیس تواصل بمراجعة السجل الانتخابي، وإعادة تشكیل لجنة الانتخابات، لكنھ أحجم عن المطالبة بتنظیم انتخابات سابقة لأوانھا! لا غرابة في ذلك؛ فرئیس حزب تواصل یدرك أن "أنیمیا الكوادر" التي یعانیھا حزبھ إثر نزیف "الراشدون، والمغاضبون، والمنافسون" أثرت على قدرة ما تبقى من الحزب على المنافسة، لذلك یجھز من الآن أعذار الھزیمة القادمة. ثم انتقل الرئیس إلى الحدیث عن "تدویر الفساد" فلحنھا على إیقاع شجي متجاھلا تشكیل لجنة برلمانیة بطلب من المعارضة ینوب رئیسھا أحد برلمانیي تواصل. لكن التجاھل لم یسعھ حین تعلق الأمر بحكم "بإبطال قرار إداري سابق" لصالح منظمة الإنشاد التي عمل أمینا عاما لھا!!! (وإن یكن لھم الحق یأتوا إلیھ مذعنین). تحدث رئیس تواصل عن "التخندق في المحاور.. وشراء الذمم" متناسیا أن حزبھ لا یخرج من فندق إلا لیلج آخر، وبثمن معلوم.. فقد كان، قبل فتنة الربیع ضیفا دائما على فنادق دمشق وطھران، وسرادیب الضاحیة الجنوبیة، ثم لبى نداء "قم غادر!" ولما نزغ الشیطان بین الإخوة تغیرت مواقف القادة وفتاوى المشایخ لتصبح "عاصفة الحزم" عدوانا بعد أن كانت جھادا، ووجبت مقاطعة الإمارات بعد عقود من الزیارات طلبا للمعونات، وجمعا للزكوات! أما الغیرة على السیادة الوطنیة فھو من فاحش القول حین یصدر عن الفرع المحلي للتنظیم الدولي لحركة الإخوان المسلمین.. فلا یزال الموریتانیون یتذكرون توبیخ عبد الفتاح مورو لكم.. ولا تزال صور استقبالكم لسلطان المسلمین ماثلة في أذھاننا جمیعا، وحشود شبابكم أمام سفارة أجنبیة استنكارا لقرار سیادي اتخذتھ حكومة بلادكم.. "انشغلوا بغیر ھذا!" سكت الرئیس طویلا، ثم ابتسم لجمھوره.."جاتن ِ حالت ْ ذیك" والحالة، في العرف الشعبي، وتواصل حزب شعبوي، تعبر عن الحموضة التي تؤثر على سلوك وانفعالات المصاب بھا. تتفاقم الحموضة حین تعالج بالأدویة المزورة فیفقد المصاب بھا التركیز، والقدرة على التمییز بین الصور الذھنیة المسیطرة على تفكیره، والوقائع الموضوعیة.
من ھنا قول رئیس تواصل.. "زعامة المعارضة.. بعدني حولتھا"، ثم ابتسم ابتسامتھ عند "جاتن ِ حالت ْ ذیك".
كانت "غزة تلكوم" حاضرة في الذھن فھل كان التحویل داخلیا بعد فرض المسافة، أم خارجیا رغم مخاطر "كرونا"!!! تزامنا مع عمولة تواصل تذمرت المعارضة أخیرا من وقع الحصار! حصار أوصل قادتھا إلى مجالس شنقیط العامرة، وحملھم إلى الصفوف الأمامیة فوق منصة الاستقلال، وأدخلھم القصر الرمادي دخول الموالین... حصار مكن مھاجرتھم من تسنم الوظائف السامیة في الجھاز التنفیذي، والقیادیة في حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة، وأعاد مفصولیھم إلى سابق مرتباتھم... كل ھذا ولما یعترفوا بنتائج الانتخابات الرئاسیة التي خسرھا مرشحوھم، ویصفون رئیس الجمھوریة في بیاناتھم المترجمة برئیس الدولة!! ولم یعلنوا، حتى الآن، قبول استقالات قادتھم الذین أصبحوا قادة حزبنا!! فأي الفریقین أحق بالتذمر... یا معارضة المناصب والمكاسب!!!
د. إسحاق الكنتي
ريم تودي