عاد أحمد إلى الإسكندرية في منتصف عام 69 محملاً بعلم الجاسوسية وكان المطلوب منه الاختلاط بأوساط البحارة لكي يعرف منهم معلومات عن البحرية المصرية و أنواع تسليحها.
و كان الرسم هو غطاؤه ,حيث تم استغلال موهبته في التغطية على نشاطه.
كان أحمد يجلس علي الكورنيش مثله مثل غيره لكن عينه كانت تتابع الميناء الحربي ,فقد حصل على تدريبات عن القطع البحرية المصرية لكي يستطيع أن يرصد تحركاتها.
و كأي جاسوس ,قام احمد باستخدام الحبر السري في البداية ثم تلقى جهاز إرسال صغير متقدما جدا نظراً لأهمية المعلومات التي يرسلها وأهمية إرسالها بسرية وسرعة.
وفي مبني المخابرات المصرية كانت المعلومات ترد إليهم بأن هناك جهاز إرسال تم رصد إشاراته بالإسكندرية و أنه يجري التحقق منه.
كان أحمد يرسل إشاراته من أي مكان يحب ,فلا قيد عليه ,فمن يتخيل أن جهاز الراديو الصغير المتدلي من جيبه يحمل معلومات مخزنة لا تحتاج إلى أكثر من ضغطة لكي يرسل رسالته حتى ولو كان بمكان عام.
بداية السقوط :
وقع أحمد في حب طفل صغير كان يبيع الفول على الكورنيش فملامح الطفل الصغير تحمل ملامح الكفاح الشريف الذي لا يعرفه هو ,فقرر أن يرسمه وتعددت الرسوم وأغدق أحمد على الطفل كثيرا من الأموال التي فرح بها جداً لدرجة أنها أيقظت الحس الأمني داخل والده الذي خشي أن يكون أحمد يقوم باستغلال ابنه في أمور جنسية فقام بإبلاغ الشرطة، ومر البلاغ مرور الكرام على الشرطة و لكن كان هناك رجل من المخابرات متيقظ ,فقد سمع الطفل الصغير وهو يصف الرسام ,وبغض النظر عن الشارب الكبير واللحية الكثة فملامحه تقارب ملامح ضابط خائن هارب.
تحت المراقبة :
تم وضع أحمد تحت المراقبة وانتقل أحد كبار ضباط مكافحة الجاسوسية إلى الإسكندرية لمتابعة التحقيق ,وفي تلك الفترة لم يقم أحمد بأي عمل يثير الشبهات حوله لدرجة أن ضابط المخابرات شك أن يكون الموضوع ليس أكثر من تشابه بين الرجلين و لكنه مع ذلك ظل متيقظاً.
فهو يعرف بوجود جاسوس بالاسكندرية ,وإشارات اللاسلكي لا تكاد تتوقف.
الكمين :
قرر الضابط عمل كمين للرسام حتى يتأكد منه ,وزجَّ في طريقه برقيب من البحرية وهو في الأصل ضابط مخابرات متخفي....
يتبع في الجزء الثالث بحول الله....
للاطلاع على الجزء الاول اضغط هنــــــــا