إسهاما في النقاش الدائر حول العلم والنشيد وتغييرهما والوقوف من عدمه عند رفع الأول أو أداء الثاني أسجل الملاحظتين التاليتين:
1 – أقدم الرئيس السابق على تغيير علم البلاد الذي عرفت به منذ الاستقلال، قاتل تحته جنودها وغنى له فنانوها ومجده شعراؤها وحياه تلاميذتها وعلى إحلال نشيد جديد محل نشيدها الذي تشبعته أجيالها المتعاقبة، وحين قرر ذلك ثم نفذه عارضه الكثير من الناس وأوضحنا حينها أن رموز الوطن أهم وأعز من أن تغير كل حين أو تبدل مع كل نظام، ولكن تم له ما أراد ورفعت الأعلام الجديدة بالشريطين الأحمرين وتمت تأدية النشيد الوطني الجديد.
أما وقد صار ما صار فإنه لم يعد من الوارد اجترار النزاع حول العلم والنشيد فالرموز لا تحتمل ذلك ومستوى التباين لا يبرره.
يحق للبعض أن يكون تغيير النشيد والعلم عودة للأصل أو بديلا عن الاثنين من ضمن برنامجه المستقبلي
أما الممارسة والتطبيق فالعلم هو العلم ذو الشريطين الأحمرين والنشيد هو نشيد ” بلاد الأباة الهداة الكرام ……” إلى أن يغيرا.
2 – لا يناسب أن ندخل كل شيء في دائرة الحلال والحرام دينيا، هناك أمور من الأفعال العادية يتواضع عليها الناس في حياتهم تحمل دلالات رمزية واحتفالية ومن تلك بعض مسلكيات الدولة كالعلم والنشيد كلما حسن المظهر وبانت الدلالة وحسن المضمون كانت أفضل، ومن حسن السلوك المدني احترام رموز الدولة ودرج الناس على إظهار ذلك قياما واستماعا وتحية وليس في الأمر ما يستغرب أو يستهجن.
ولعل القيام للنشيد مختلف عن القيام للحكام مظنة الظلم والحيف وذلك خلق محمود للعلماء الربانيين ذوي العزم والثبات فالنشيد رمز جامع لا وجه لقياسه على هؤلاء الحكام والعلم عند الله.
تدوينة بقلم/ محمد جميل منصور