الاعلام العمومي في موريتانيا تنقصه الخبرة واستغلال الفرص لإظهار بعض الاحداث وتوظيفها ,فهو بكل المقاييس إعلام باهت يفتقر للجدية والممارسة التخصصية ،وباختصار يحتاج الى رفده بخبرات جديدة وضخ دماء جديدة في شرايينه.
لقد تعود إعلاميونا وجل وسائلنا الاعلامية على ممارسة فنون التطبيل والتصفيق بالإضافة لطرق المواضيع غير المجدية والتي لا تدخل في صميم القضايا الوطنية الملحة٠
إنه اعلام خال في معظمه من المواضيع المهمة ومعالجات هموم المواطن اليومية ،لذا ظلت برامح تلفزتنا الوطنية والاذاعية مملة لا تجذب المشاهدين ولا المستمعين ،لأنها لا تعبر عما ينتظرونه ويتوقعونه منها.
لقد ظل الإعلام العمومي في بلادنا - رغم الميزانيات الضخمة التي ترصد له - يُوظف لمصلحة أشخاص بعينهم ,غير معني بمواكبة التطور الحداثي وتنوير الرأي العام والإسهام في برامج التنمية بمفهومها الشامل ،رغم أن هذه الأمور تعتبر من أولى اولوياته.
ونظرا لأن البلد الآن يعيش مرحلة انفتاح وانعتاق من رواسب ومخلفات حقب الفساد التي عشناها ردحا من الزمن ، فإننا نلتمس من فخامة رئيس الجمهورية بأن يعمد الى تغيير كل المنظومة الاعلامية ,بدءا بوجوه جديدة مسلحة بالعلم والخبرة ولديها الإرادة والحماس الضروريان لخلق اعلام فعال قادر على مواكبة المرحلة ,وتوظيفه التوظيف الأمثل في تطوير وإنتاج البرامج المفيدة التي تستهدف كل المواطنين على مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية ،وخدمة لنشر الوعي وتقريب الخدمات من المواطن لأنه في النهاية هو الوسيلة والغاية لأي عملية تنموية يراد لها النجاح.
اننا لم نجد لحد الساعة مواكبة إعلامية جادة مهنية،،فعندما لا يستغل الاعلامي الفرص السانحة لإظهار الجوانب المضيئة من تاريخ بلاده وحاضرها ويبرز ما تتمتع به من استقرار وأمن وباعتبارها واحة سلام ووئام لكل الزائرين والمقيمين ،فحينما لا يفعل الاعلامي ذلك فإنه لم يقم بواجبه ,ولم يؤدِّ الدور المنوط به.
وعلى سبيل المثال ،وكما أشار أحد المدونين ،كان بإمكان إعلامنا أن يوظف مرور الرالي من بلادنا للحديث عن نعمة الأمن التي ينعم بها البلد وعن المقدرات السياحية الهائلة التي تجذب اليها الزائر وتشد لها السائح ،لكن اقلام صحافتنا ـ مع الاسف ـ مبرمجة اوتوماتيكيا على أن لا تهتم بغير "التلحليح" والمصالح الشخصية وتنميق الافراد وأبهة القصور والتزلف للحكام...
فخامة الرئيس نريد إعلاما قويا يظهر بثوب قشيب ,موجها في الاساس لتنمية موريتانيا...بلاد العزة والكرامة والتاريخ المجيد ،اعلامٌ يواكب برنامج "تعهداتي" الذي نأمل فيه خيرا للبلاد والعباد .. بلاد نتطلع لأن تصبح قبلة للمسثثمرين ،ومقصدا للسائحين.
نريد إعلاما حيا نابضا يدخل كل بيت وكل شارع وزقاق ويبحث في هموم المواطن ويكتشف آلامه ,وحتى يكون مرآة تعكس تطلعاتكم وآمالكم.. تلفزتنا الوطنية وقنواتها الفرعية ,والاذاعة العمومية ,وما أدراك ما الإذاعة!! كل برامجهم مملة ولا ترقى الى المستوى الذي يغري المشاهد بمتابعتها ,أما القنوات الخاصة فحدث ولاحرج ,إنها وكر لجيش من الرقاة والمشعوذين والبرامج الهابطة وغير الهادفة..
واقع الاعلام في بلدكم ، سيدي الرئيس ، يحتاج الى تخصيص فصل كامل من برنامج "تعهداتي" كي تنتشلوه من الحضيض الذي يتردي فيه منذ عقود ،فهل انتم فاعلون؟
نتمنى ونأمل ذلك.
بقلم/ زهراء نرجس