قراءة في أدب محمدن ولد ابنُ المقداد ( دودو سك )
(1867- 1943م)
عرف محمدن ولد المختار دودو سيك، الملقب ولد ابن المقداد، بالنبوغ في الشعر بشقيه الفصيح واللهجي. وكان منزله بمدينة " سان الويس " السينغالية بمثابة سوق عكاظ البيظان حيث يجتمع فيه الأمراء والأشياخ والأعيان والشعراء والفانون فيتناورون ويسمرون ويطربون ويتجاذبون كل حديث شيق.
فكانوا يتذاكرون ويتنافسون في غريب اللغة وشواردها كما في قصص التاريخ وأيام الناس وأنسابهم.
وكان ولد ابن المقداد الزنجي الوحيد الذي تمكن من مزاحمة كبار أدباء البيظان فطرق معهم (وبلغتهم) كل الأغراض غزلا كانت أم نسيبا أم أطلالا أم رثاء، كما زاحم كبار المُمَجَّدين فقيلت في مدحه روائع ما تزال خالدة.
يقول ولد ابن المقداد حين زار أوكارا له في إگيدي، معبرا عن اشتياقه لأرضه جنوب النهر:
نبغِ نرجعْ شورْ بلّي = = وانشوفْ أكرفاتْ تلّي
واصدر ببّـتورْ ذ الّ = = بالعزه مخصوصْ
وانشوفْ امبيوهْ بلّ = = وابدنْ وابجهوصْ
تشواش ما گط جان = = عن كدُّو منكوصْ
واطرالي تشواشْ ثانِ = = ماهُ ذاك إحوصْ
وبعد سنوات زاره امحمد ولد أحمد يوره في سان الويس، فقال على سبيل الرد غير المباشر:
تختيرْ انيذنينْ عيني = = ووهامْ انيذنينْ
عن سندونَ واگميني = = أ عن تين أ چگينْ
ويقول ولد ابن المقداد مخاطبا الفنان الكبير امحمد ولد انگذي المعروف بـ"لعور":
لعورْ حسُّو يالناسْ خرقْ = = عادَ مـن متـنْ زَيْـنُ
أُ يَلاَّلِي منُّـو زاد فـرقْ = = بيـنْ الشّعـارْ أُبـيْـنُ
ويقول أيضا:
لعورْ حسُّو يلْ گطْ عامْ = = لوّلْ شاحنـتْ إفْزيْـنُ
لعورْ ذهُ ذ العام وَامْـ = = شِحانْ إفْلعـورْ عيْـنُ
ويقول أيضا:
زَيْنينْ أظْفارَكْ شنْ طنْ = = والمهرْ إمنَيْـنْ إتْهيـنٌ
يتْلَـيَّـعْ والتِّشِبْـطِـنْ = = اعْـلَ لمْهـارْ إنِـيـنُ
ويقول ولد ابن المقداد ممازحا رجالا من إديشلي في أطار:
وإكْتنْ ما ريتْ إلْيحْجَلِّ = = وأهلِ فالگَبْلَه بِعْـدونِ
وجَّهتلْكـمْ يَإيْديـشـلِّ = = مُلانَ باطـلْ كمُّـونِ
كما يقول وهو راحل عن أطار:
حامد لله الي ابْعادْ = = أطارْ اللوُّرَ مـورَ
كرْبُ وأيَّاكْ إتَمْ زاد = = بعْدُ ينـزادْ اللـورَ
ويقول لأحد الفنانين:
عندك تشبطْ فالتـردادْ = = ترغي واتْصولـحْ تُنَـحَّ
والمهرْ اعْلَ التّشبطْ زادْ = = اعْياطُو شبْـكَ ينْبَـحَّ
ويقول في إحدى سفرياته إلى سيلبابي:
أثْرِ لُكيفِ ما انـْجيهْ = = بعـدانَ سيلبابِـي
أحْبَبَاتِ ما هُومْ فيـهْ = = وصَّلْ ما فيهْ أحبابِ
يقول ولد ابن المقداد مخاطبا الأمير سيد أحمد ولد أحمد عيده:
كافِ هاذَ بَلُّو = = كافِ بعدْ ألاَّلِ
لميرْ اگلعْ جلُّو=أُ تَمْ الكَافْ أَلاَّلِ
فرد الأمير:
ذِ النِّحْيَ راعيهَ = = بـاكَ يَـ فـعَّـالِ
محمـدن بيـهَ = = والصحبِ والآلِ
ويقول ولد ابن المقداد في استعارة جميلة عن الشيطان وما يرمز إليه في حسن المرأة:
إَگـْرظْ لِ فالعـرادْ = = ذَ الخلقْ إلِّ نجبرْ
وإگـْرظْ لِ فيهَ زادْ = = ذاكْ الراجلْ لعورْ
وقال الأمير عبد الرحمن ولد اسويد احمد ممازحا ولد ابنو المقداد:
لا لَوَّصْتْ إبْلَوْصَ = = هاذ زاملْ لكْـورْ
يعْمَلْـنِ نُكَـوصَ = = أُ يعْمَلْـنِ نُصنْـدرْ
فرد عليه ولد ابنو المقداد:
بَحْركْ هَكْ إفْوكْرَكْ = = يالدّانْ أُهاذ إنْـدرْ
هاذَ ماهُ بحْـركْ = = هاذ لبْحَرْ لَخْظَـرْ
وبعد أن استبد الكبر بولد ابن المقداد رأى امرأة فراعه جمالها فقال:
يگطـَعْ بيكْ انتَ يالشيطانْ = = مَذالكْ عايـدْ لِ وحْـلَ
شدُّورْ افْشيْبانِ سُـودانْ = = ما يتْمَلَّكْ زَغْـبَ كَحْـلَ