بعثت لمعاليه رسالة على الواتساب أبلغه فيها بأن لنا زميلا فنيا من خيرة أبناء قناة الموريتانية وأكثرهم إخلاصا في العمل يدعى طهمان ولد أبود يرقد منذ أيام في مستشفى القلب إثر إصابته بوعكة صحية مفاجئة استدعت حجزه بعد إجراء عملية جراحية على وجه الاستعجال...
ليتصل بي هاتفيا بعدها بلحظات ويطلب مني الحضور فورا لمرافقته إلى الزميل المتوعك، سألته هل تريد الذهاب الآن أم يمكن أن تنتظر إلى الغد -لأني وقتها أوجد خارج المدينة وكنت أعددت العدة للنوم،- خاطبني بحزم بل أحضري على جناح السرعة فأنا لا أعرف الأخ للأسف ولا معنى لتأخير الزيارة بعد حصول العلم بها على حد تعبيره.
ذهبت ووجدته في انتظاري عند بوابة المستشفى، وعندما منعنا الحارس من الدخول عرضت عليه أن يقدم نفسه بصفته الرسمية بعد أن قدمها بصفته المهنية (الطبيب سيدي محمد قابر) ولم تجد نفعا مع البواب الذي يبدو غير مكترث بذلك، رفض وقال لي أنا هنا ول قابر كطبيب وكواطن قبل ذلك ولا علاقة لصفتي الرسمية بالموضوع... بعد أخذ ورد ومفاوضات أجريتها مع البواب سمح لنا بالدخول أخيرا جزاه الله خيرا.
دلفنا إلى غرفة الأخ طهمان الذي استقبلنا ببشاشته المعهودة وحمل نفسه عناء الجلوس بصعوبة للترحيب بزائريه، جلس الوزير الطبيب بجانبه على السرير وجلست على مقعد قريب منهما وبدأ في الإعتذار له عن عدم علمه بوعكته قبل إبلاغي له بها واطلع على ملفه الطبي وبشره بتحسن حالته وفقا للمعلومات الموجودة في الملف وطلب منه عدم التردد في الاتصال به متى أراد كل ذلك في جو من الملاطفة والممازحة بعيدا عن أدنى أنواع لبروتوكول أو التكلف...
وبعد خروجنا عقب الزيارة الطويلة نسبيا سلمني شيكا بمبلغ 500.000 أوقية قديمة طلب مني تسليمه للزميل كمساعدة أخوية بسيطة -على حد وصفه- في تكاليف المستشفى. وكلفني أن أبلغه جاهزيته التامة للتكفل بكل احتياجاته حتى يستعيد عافيته...
خرجت من المستشفى وأنا أسأل نفسي من أية طينة طيبة سواك الله يا ابن قابر... وما الذي سيخسر "المسؤول" لو تصرف بآدمية وفعّل زر الإنسانية في سلوكه وتعامله مع الآخرين كما فعَلت...
قبل الختام أود أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للإخوة والزملاء الذين كتبوا عن حالة طهمان وأخص بالذكر زميلي بشير ببانه الذي اتصل بي متأثرا جدا من حالته وبادر مشكورا إلى نشر خبر الزيارة ونحن مازلنا حينها في المشفى.
تدوينة بقلم/ مغلاها بنت الليلي