ولد عبد العزيز على علاته.. بتجرد من كل العواطف.. هو احسن رئيس حكم هذا الشعب الفقير ، يعلمها القاصي والداني ، وذاك من باب المقارنة بين السيء والأسوء ، ولكن لنترك التاريخ يحكم ذاك الجانب ، ونتفرغ لتقييم مهرجانه من حيث التوقيت والمضمون!!.
فقد تداولت وسائل الاعلام قبل أيام ، أن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بصدد عقد مؤتمر صحفي قد يكون مفتوحا أمام جميع وسائل الاعلام ، وأن الرئيس السابق سيعلن موقفه الحالي من شخص الرئيس ولد الشيخ الغزواني! وتوجهه ، وسيكشف فيه عن حقائق مروعة ، ستورط البعض في فضائح مالية.
بعد يوم من اعلان جدولة اعمال المؤتمر ، دقت جميع الفنادق ناقوس الخطر ، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة ، وذاك اجراء فهمنا انه طبقا لتعليمات الرئيس السابق ، أيام تربعه على عرش الدولة.
وأثناء اللمسات الاخيرة في تحضير المؤتمر ، دقت المحطات التلفزيونية ناقوس الخطر ، وذاك نفاق عرفنا به ومرض منتشر ليس له دواء ، ولا يحتاج إلى اعراض .
عقد الرئيس السابق مؤتمره ، وانطلقت مراسمه فجرا بعد ان امتلأ عليه المنزل من قيئ الزملاء ، وصراخ دائني الشيخ الرضى .
لكن ما سمعناه مع أنه وارد وواضح ومتوازن ، ليس الذي كنا ننتظر من هكذا مؤتمر .
الحزب الذي كان عزيز يحييه ويميته متى شاء ، ليست شرعية جديرة بتأجير الاقمار الصناعية وارباك السلطات العليا لبلد بكامله.
ولكنك أيها القارئ ، آن لك أن تنصف أذنك من فمك، فإنما جُعل لك أذنان وفم واحد ، لتسمع أكثر مما تقول.
صحيح أن من عز باقبال الدهر ذل بإدباره.. وقيل إن رئيسا لدولة عربية شقيقة اراد ان يخطب فحصر في كلامه ، فقال "أمي كانت تقول لي أنت ابني"..
هكذا خاطب الرئيس السابق عقولنا في مؤتمره المثير .
ـ أنا من أسس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.. ومن قال عكس ذلك؟ ..
ـ لا يمكن للرئيس ان يكون رئيس حزب.. وهل يخفى ذلك على مزبل؟ ...
ـ الامين العام للجنة تسيير الحزب انتهز فرصة غياب رئيس اللجنة.. ومن يجهل ذلك؟
ـ قضية الصيد ومستوى حجم الشبابك وتوريط وزير الصيد في فضيحتين.. فهذا ليس سرا، وليس سرا ان ولد عبد العزيز اطلق العنان للصين في المياه ، كما هو فاعل ولد الغزوان للأتراك ، وكل ذلك معلوم لدى العامة.. ولكن ما العمل!.
ـ ثم تحاشي الرئيس السابق ذكر شخص الرئيس الحالي.. وذاك حياء في غير محله ، ولكن "لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يحال بيني وبينها".
فما هو الجديد يا ترى في مؤتمر ولد عبد العزيز؟
ولعل الثنائي المتمثل في سيدنا علي ولد محمد خونة وبيجل ولد هميد ، قد تمكنا من اقناع الرئيس السابق بالعدول عن تناول نقاط مثيرة ، او الكشف عن ملفات من صندوق اسراره المثير.
أو حصلت صفقة ما في آخر وقت.. وإلا فليس ما أثير في الخرجة يستحق صراخ دائني الشيخ الرضا ، ولا قيئ ثقلاء الصحافة الوطنية.
مولاي الحسن بن مولاي عبد القادر