انتقد الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، في إحدى خواطره، محاولات البعض هدم اللغة العربية وتفكيك ارتباط المصريين والعرب بها، مؤكدًا أن ارتباطنا بالقرآن وهو عربي جعلنا نتمسك باللغة العربية، فحين نذهب إلى أي بلد عربي ونتحدث باللغة العربية الفصحى القرآنية يفهم بعضنا بعضًا، لكن إذا تحدث كل عربي بلهجته لا نستطيع التفاهم بشكل جيد، مؤكدًا أن نزول القرآن الكريم باللغة العربية هو ما خلق هذا الترابط بين العرب عن طريق وحدة اللغة.
وأوضح الشعراوي أن خصوم الإسلام يريدون أن يكون التدوين في بلاد العرب باللغة العامية حتى يصبح لكل بلد لغة، ملفتًا النظر إلى أن اللغة العامية تنشأ من الإهمال الإعرابي أولًا ثم تحوير الألفاظ حتى تصبح اللغة الأساسية لغة أخرى.
"لغة القرآن هي أعذب لغة ينطق بها المصري" يقول الشعراوي ذاكرًا القول المأثور عن مصر: القرآن نزل بالحجاز، وكتب في تركيا، وحفظ في مصر، مؤكدًا أن كل دعوة إلى ترك اللغة العربية هي دعوة خبيثة لها نوايا مستترة، مثل دعوة الكتابة باللغة اللاتينية، وهي ما تسمى الآن بالفرانكو، حيث يقول أصحاب تلك الدعوة أن كتابة العربية بحروف لاتينية أكثر اختصارًا وملائمًا لعصر السرعة، فيقول الشعراوي أن الاختصار الحقيقي هو الكتابة باللغة العربية وتمييز الكلمات بتشكيلها، فيذكر مثالًا لكلمة "كتب" قائلًا إن معانيها المختلفة يمكن تمييزها بالتشكيل بسهولة، ولكنها إن كتبت بالحروف اللاتينية أخذت عدد حروف أكبر، مؤكدًا أن ما يلائم عصر السرعة ليس الكتابة بالحروف اللاتينية، ولكن اللغة العربية الفصحى بتشكيلها فهي أيسر وأسرع، مؤكدًا أن هذا دليل على أن من يقولون بتلك الآراء يحملون نوايا خبيثة تجاه العرب لكي يكون لكل قطر عربي لغته.