لا إصلاح للتعليم بدون لغة العقيدة "العربية"/الدكتور الباحث : محمد كوريرا

أربعاء, 23/10/2019 - 21:25

إن وضعية العربية اليوم ليست بالمقلقة ولا بالمرضية، وليست بالمقلقة رغم التوازن العالمي المحتل لصالح غيرها عسكريا وسياسيا واقتصاديا، ورغم انشغال لهجاتها بثقافات الغير المسيطرة، ورغم الوضع التعليمي الضعيف على امتداد عالمنا الإسلامي، ورغم الصراعات القومية في سياقات بعض الدول حيث تظهر هنا وهنالك بعض المطالبات الثقافية التي تتمرد على العربية ظاهريا لأسباب قومية هي الأخرى وتقدرها باطنيا باعتبارها لغة دينها غير أننا سنرضى عن وضعية العربية حيث تنشر مدارسها في جميع دول الأعاجم بيضا وسودا، حمرا وصفرا وعبر جميع القارات، خارقة أكثر الثقافات انغلاقا بتدريس نحوها وصرفها وبلاغاتها وشعرها ونثرها رغم أنف الحاقدين عليها.

إن متلاومة العربية والإسلام (من باب السماء فوقنا)، وهنا أريد أن أذكر أن العربية اجتاحت العالم على صهوة الإسلام، فلم تكن لغة الأقباط في مصر أيام الفتحات، ولا لغة السودانيين ولا المغرب الأقصى ولا لغة أجدادنا الأفارقة الذين كانوا يكتبون رسائلهم ويؤلفون كتبهم الفقهية باللغات الإفريقية وبحروف عربية، ولم يكن ذلك حبا للعربية كلغة قحطان أو عدنان مثلا، بل كان ذلك توقيرا وتمجيدا لهذا الإسلام العظيم، ولهذا الرسول الكريم، ولهذا الكتاب الكريم.

رغم تهافت صناع القرار اليوم ودعوتهم لتعلم اللغات الغربية باعتبارها لغة التجارة والمال، فأنا أدعوهم إلى تعلم العربية باعتبارها لغة القرءان الكريم (كلام رب التجارة والمال، كلام رب العالمين)"وكذلك أنزلناه قرءانا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون .. إنا أنزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون" صدق الله العظيم. 

وهي لغة مساجدنا، لغة محاظرنا، لغة كتبنا التي درسها أجدادنا، لغة نبينا العربي، محمد بن عبد الله، لغة الجنة.. لكي نكون على مستوى من الوعي للدفاع عن هذه العقيدة ولغتها، لا بد أن نعلم بداهة ما يلي:

أولا، أن الإسلام هو دين الفطرة التي فطر جميع الناس عليها، اختلفت ألوانهم أو ثقافاتهم أو لغاتهم أو جغرافياتهم أو أزمانهم، فلا غرو،

ثانيا، أن الإسلام ليس هوية وطنية نحملها في جيوبنا ونستغلها عند الغاية أو عند الاقتضاء، وليس كذلك انتماء قبليا نقول فيه كما يقول الشاعر الجاهلي: وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت ... وإن ترشد غزية أرشد.

ثالثا: لا بد أيضا أن نعرف أنه بدون تعريب الاقتصاد الوطني، لا يمكن أن نصل إلى هذه الغاية بشكل سريع، ومن الأحسن أن تنقل في الدستور من "لغة رسمية" إلى "لغة العقيدة" أو "لغة الأمة"، ذلك بأن اللغة الرسمية تعني "لغة الأغلبية"، والعربية حقا ليست لغة الأغلبية في هذا البلد، بل هي "لغة الأمة" أو "لغة العقيدة".

وأخيرا وليس آخرا، أدعو إلى الانفتاح على لغاتنا الوطنية البولارية والسوننكية والولفية، والانفتاح أيضا على اللغات الأجنبية والاستعانة بها، ولكن يجب أن تبقى هذه الأخيرة أجنبية.
الدكتور الباحث : محمد كوريرا

  

         

بحث