كتبت ابنة قائد الاركان السابق المرحوم/ العقيد محمد الامين ولد انجيان علي صفحتها الشخصية في الفيس بوك تدوينة عن الظروف التي منعتها من المشاركة في الباكلوريا وتضامنت فيها مع الطلاب الممنوعين من التسجيل بحجج واهية.
وإليكم نص التدوينة :
لظروف خاصة لم أشارك في الباكالوريا 1999 بعد سنة حافلة بالاجتهاد...
انتابتني بعد ظهور النتائج ونجاح أغلب الزملاء والزميلات نوبة من السلبية والشعور بضياع الفرصة نتج عنه رغبة في التوقف فكان إنهاء المسار الدراسي والتفرغ للبيت...
حاول والدي رحمه الله تنبيهي آن ذاك إلى فداحة الأمر دون أن يرغمني على مراجعة القرار كعادته في تعويدنا على الحرية والاستقلالية في اتخاذ القرارات...
مرت السنوات بسرعة البرق ومع مجيء الأولاد والانشغال نسيت أو تناسيت حلمي الدراسي أغلب الوقت ولم أفكر في الأمر إلا نادرا وبسبب الإحراج الناتج عن إبداء البعض رأيه بخصوص عدم تناسب مستواي الثقافي ودرجتي العلمية المتدنية....
شاء القدر أن تكون وفاة الوالد رحمه الله منعرجا في حياتي أعاد ترتيب المسؤوليات وتغيير العقليات...
فوجدتني في خضم الوضع الجديد وأمام المسؤوليات الكبيرة ملزمة بأن أبدأ بنفسي وأستعيد طموحي حتى أحوز أهلية تقديم النصح والمشورة والتوجيه لإخوتي الصغار...
عدت بعد انقطاع دام سبع سنوات ووفقني الله وتفوقت في مساري الدراسي المتأخر ولله الحمد رغم اختبار العديد من الصعوبات والتحديات والمواقف...
مما علم في ذاكرتي في تلك الفترة موقفين اثنين حصل أولهما عندما حزت المرتبة الأولى في امتحان الشهادة الجامعية العامة وتم استدعائي عن طريق إعلان منشور من طرف إدارة الجامعة وتم إخباري أن وزارة الشؤون الإجتماعية في تطبيقها لسياسة تشجيع تعلم الفتيات تدرج أسماء المتفوقات في التعليم الجامعي في القائمة المكرمة من طرف رئيس الجمهورية وطلبوا مني رقم الهاتف وأخبروني بانتظار اتصال الوزارة المعنية ومر
الوقت وبالمناسبة دون اتصال...
و الموقف الثاني حدث عند تأهلي لنيل منحة للدراسات المعمقة بعد حصولي على المرتبة الأولى في الامتحان النهائي وبحساب المعدل التراكمي عند التخرج في المتريز شعبة العلاقات الدولية لكن وبعد دراسة الملفات ونهاية المداولات تم لإقصائي بحجة أنني بلغت من العمر 29 سنة والحد الأقصى المسموح باستفادة صاحبه من المنحة هو 27أو 28 حسب ما أذكر...
قيل لي حينها أن أنتظر دورة ثانية للمداولات لأن اللجنة المعنية تضم من بين أعضائها سيدة من وزارة الشؤون الإجتماعية يتلخص دورها في الحرص على استفادة نسبة 6٪ من الفتيات كحد أدنى من إجمالي المنح.... وتعدى الأمر كحال الاتصال...
الحقيقة أنني تأسفت لحصول كل ماسبق مما كان ليؤثر على نفسيتي أو طموحي في استكمال المسار التحصيلي العلمي لكن تأثرت أكثر عندما تم إقصاء أحد الزملاء المتميزين في شعبة القانون الخاص والذي تخرج بمعدل عام وصل ل 18/20 وتأسفت أكثر عندما تم منحي والزميل المذكور لاستكمال الدراسة بكل بساطة وبعد مراجعة الملفات من طرف بعثة لوكالة أجنبية هي الوكالة المغربية للتعاون الدولي.
أسرد كل ما تقدم في ظل أزمة الحرمان من التعلم بدعوى تجاوز السن المحددة وهل للحق في التعليم سن؟
أتصور أني لو تأخرت لهذا اليوم كيف كنت لأتقبل أو أتأقلم مع تقليم الطموح وتلقيم الأمل الحسرة والخيبة...
أشارك تجربتي اليوم لأؤكد أن الانقطاع الدراسي النظامي لا علاقة له بالتعليم المحظري كما هو رائج...
قلبي وقلمي مع كل محروم من التعليم بأي حجة وكلي أمل بأن تتم مراجعة القانون أو القرار المجحف القاضي بتحديد سن الولوج للجامعة.
ننتظر سياسات تشجع التعلم والابتكار والإبداع لا سياسات تجهل وتقضي على الطموح والمستقبل.
التعليم حق للجميع:
فطمة بنت انجيان