أهمية الأم
تُعتبر الأم الأساس والعمود الفقري العاطفي للعائلة، حيث إنها توفر مكانا لحضور مشاعر الكل، وتحاول بكل ما لديها من قوة منع تعرض أحد أفراد العائلة للخطر، فلها لمسة سحرية تساعد الأبناء على معالجة الجروح الجسدية والنفسية، كما تتميز الأم بالمغفرة، والمسامحة، وتقديم التضحيات بلا أي مقابل، فهي التي تجهّز الطعام لأبنائها، وتذكرهم دائماً بارتداء الملابس النظيفة، حتى وإن قست الأم على أطفالها فسيكون هذا لصالحهم، وابتسامة الأم نحو أطفالها تكفي لجعل يومهم أفضل بكثير.
التعامل الحسن مع الأم
من صور التعامل الحسن مع الأم ما يلي:
التعامل مع الأم بكل احترام، وتقبل انتقاداتها سواءً كانت صحيحة أم لا، والرد عليها بكل أدب؛ فعلى سبيل المثال يمكن القول لها: "نعم يا أمي لقد اقترفت هذا الخطأ وسأحاول أن أتعلم منه"، أو شكرها على مداخلتها، وإبلاغها بمحاولة تعديل هذه الأخطاء. الحرص على تقبل الأم وحبها بكل صفاتها سواءً كانت صفات إيجابية، أو سلبية.
التركيز على المشاعر بدلاً من إلقاء اللوم على الأم واتهامها بشيء ما حتى لو كان ذلك صحيحاً، كما يجب انتقاء الكلمات الجيدة أثناء التحدث إليها؛ فمثلاً يُمكن قول "أسلوبك يا أمي يؤذي المشاعر عندما تتحدثي معي بهذه الطريقة" بدلاً من قول "أنتِ قاسية جداً". العطف على الأم؛ حيث قد تمر الأم بأوقات صعبة، ويجب على الابن أن يكون قريباً منها في تلك الأوقات، بدلاً من الابتعاد عنها وتجنبها.
البر والإحسان إلى الأم
يعد البر والإحسان من أسمى معاني طاعة الوالدين بشكل عام، والأم بشكل خاص من خلال التعامل معهما بكل تواضع، ولطف، ورحمة، ومساعدتهما بلا كلل، أو ملل، أو ضجر سواءً كان ذلك بسبب حاجتهما الشديدة لذلك، أو لضعفهما الناتج من تقدم العمر؛ وذلك من أجل الحصول على الثواب والأجر من الله سبحانه،كما قال الله تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا).
بالإضافة إلى أهمية الدعاء للوالدين دائماً وأبداً بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل سواءً كانوا أحياءً أم أمواتاً، والتواضع وعدم التكبر عليهما احتساباً للأجر من الله تعالى، لا للخوف منهما، حيث قال الله تعالى: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا).