محمد عبد القادر : المغرب ساعدنا بصواريخ وأسلحة هامة(التفاصيل)

خميس, 29/08/2019 - 18:17

في جھة التجمع رقم 2) G2 ( َ كان الأمر مختلفا، حیث تتركز الجھود في بیر أم اكرین وضواحیھا القریبة، واختار الرائد لولي (محمد محمود ولد لولي)، الذي سبق أن عُین كأول قائد للتجمع، اختار بیر أم اكرین مقرا لمركز قیادتھ.. لكنھ جرح بعد ذلك بوقت قصیر، إثر مجازفتھ بالذھاب مع سائق في سیارة معزولة لسحب جثة أحد الجنود بقیت في المیدان، على إثر إحدى المواجھات. تم نقل الرائد لولي للعلاج، وحل محلھ الرائد بوسیف (أحمد ولد بوسیف)، الذي شرع في عملیة إعادة تنظیم داخلیة للتجمع، وقرر تحویل مركز القیادة إلى الزویرات، لكنھ أدرك – بسرعة- أن الوسائل المتوفرة غیر كافیة لمواجھة عدو یتحصن في جبال "الكلابه" المجاورة.

وأثناء اتصالاته في نواكشوط ,نجح في تعبئة القیادة حول الخطر الداھم الذي یتھدد الزویرات، وحول احتمال قیام الجزائر بھجوم قوي بغرض احتلال بیر أم اكرین في مرحلة أولى.. تمت الاستعانة – مجددا- بالمغرب، الذي قبل بتوفیر دفاعات مضادة للطیران، ومدفعیة، وجنود..

تجدر الإشارة إلى أنھ قبل تلك العملیة، التي جرت یوم 14 ینایر 1976 ،فقدنا 6 رجال بینھم نقیب ( النقیب انیانغ) في اشتباك على بعد 15 كلم من بیر أم اكرین، بینما كانت خسائر العدو 9 قتلى و14 أسیرا، إضافة إلى بعض المعدات. بعض التأملات: لقد دخلنا ھذه الحرب دون الإعداد لھا، عكسا لحلفائنا المغاربة.. وقد أمدنا المغرب بالسلاح، وقدم لنا الدعم في مختلف العملیات التي خضناھا. وأكثر من ذلك، تتواجد وحداتھ فوق أراضینا للتكفل بالدفاع عنا.. ومن ھنا فإن من الوارد التساؤل: ألا یخوض المغرب الحرب على جبھتین؟ ھل من المنطقي اعتبار أن الصحراء ستقسم بشكل عادل كما لو كان تحریرھا قد تم من طرف قوتین تستمدان مواردھما من "ثكنات" مختلفة؟ إلى أي حد سیستمر شركاؤنا في المجاملة؟ أتمنى من أعماقي أن لا یكون لتشاؤمي ھذا ما یبرره.. 19 ینایر 1976 :الیوم تلقیت أوامر بتزوید التجمع رقم1 َ في العركوب وإنارته أثناء تقدمه ,أقلعتُ عند الساعة السادسة و25 َ دقیقة صباحا وھبطت في العركوب.. وعند الساعة الحادیة عشرة تماما، دخل التجمع الفرعي التابع لإمرة النقیب صو في اشتباك مع العدو فقد خلاله ھذا الأخیر على الفور اثنین (02 (من رجاله (قتیل وأسیر)، فضلا عن  سیارة من نوع "لاند روفر".. وقعت ھذه المواجھة في "أك َركر" على بعد 15 َ كلم من العركوب.

أما في البیر وعین بنتیلي، فقد شن العدو ھجوما عنیفا تركز -أساسا- على عین بنتیلي، مستخدما مدافع ھاون ثقیلة (؟) ومدرعات من طراز M81 ..وقد فقدنا خلال ھذا الھجوم النقیب اسویدات ولد وداد، كما جرح منا ثلاثة (03 (ضباط صف، وعندھا تم استدعائي إلى نواكشوط حیث أبلغت بتكلیفي بمھمة جدیدة في عین بنتیلي.

من مذكرات العقيد المرحوم/ محمد ولد عبد القادر المشهور ب "كادير"

ترجمة أقلام (الحلقة 4)

 

  

         

بحث