قصة حارس مؤسسة في العاصمة يُعدُّ من كبار العلماء في البلد(تعرّف عليه)

أحد, 11/08/2019 - 19:33

إنه شخصية مغمورة لا يعرف قدرها وسرها إلا القلة من الناس ,وهو نفسه لا يحب أن يعرِفه أحد ,يكره الظهور ,ويرغب في الانزواء ,يفضل أن يُعرّفَ "بالكَـردايْ" على أن يُعرّف بالعالم أو بالفقيه.

له حكاية أغرب من الخيال ,وأعجب من كل العجائب.

إنه حارسٌ لإحدى المؤسسات الخصوصية بالعاصمة ,لكنه ليس ككل الحراس العاديين ,لقد اختار مهنة الحراسة والرضى براتبها القليل على الوظائف المرموقة الاخرى التي يشغلها مَن هم أقل منه شأنا وعلما وفقها.

لما علمت بخبره من أحد أقربائه ,قمت بزيارة المؤسسة التي يعمل بها مع أحد الزملاء الذين يُشار اليهم بالبنان في العلم والمعرفة ,وتظاهرنا بأننا مجرد زبناء لنتقرب منه أكثر ,ولنجد الفرصة لسبر أغوار علمه والسباحة في بحار فقهه وأدبه ,فوجدناه أكثر علما مما توهمنا ,فهو ـ رغم تواضعه وبساطته ـ بحر لا ساحل له ,إنه مُجازٌ في عدة قراءات ,عالمٌ بأصول الفقه وفروعه ,متبحر في اللغة والنحو ,نسابة من الطراز الاول ,خبير بالمغازي والسِّير ,ملمٌّ بالمنطق والبيان ,متصوف حتى النخاع.

فلما تأكدنا من ضآلتنا وجهلنا أمامه ,آثرْنا الانسحاب ,فالرجل لا يبارَز في ميادين العلم والفقه والادب ,وإن كان له مُبارز فبالطبع لسنا نحن ,ولا نعتقد أن أمثاله اليوم في بلادنا الا يُعدون على رؤوس أصابع اليد الواحدة ,غير أنه يتميز عنهم بالزهد في الدنيا وحب الانزواء والتواري عن الانظار.

ولاحظنا طيلة وجودنا معه أن الجميع حين يسأل عنه ,يسأل بصيغة : "الكَـردايْ فَمْ؟" وكان هو يجيبهم ب "نعم" هونْ بعدْ!!

 

من قصص ومنشورات الجواهـــــــر

  

         

بحث