ينتظر الشارع الموريتاني من الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني عندما يتسلم مقاليد السلطة بعد 11 يوما الكثير والكثير من الامور المهمة ,بعضها أحلامٌ ,وبعضها أمانٍ ,بينما البعض الآخر ضرورة يفرضها الواقع ,وتتطلبها المرحلة.
وأول قرار ينتظره الموريتانيون ويعتبرونه أساسيا لتسيير أمور السلطة بسلاسة وانسيابية ـ بعد تشكيل الحكومة ـ هو مرسوم بحل الجمعية الوطنية الحالية ,وانتخاب برلمان جديد ,بدماء جديدة ووجوه جديدة وعلى معيار ما قدمه أو ينتظر أن يُقدمه المترشح لخدمة الوطن والمواطن أولا.
إن البرلمان الحالي ,في معظمه ,أصبح مجرد حلبة لصراع الديكة ـ مع الاحترام لمَن يستحق ـ لا همّ لديه الا السب والشتم والنقد على أساس لا علاقة له بهموم ومشكلات المواطن المتراكمة ,وما ذلك الا لأن انتخابه ـ في الاصل ـ كان على أسس غير سليمة ,والاختيارات فيه كانت بناء على حسابات حزبية ضيقة ,لا على أساس الكفاءات التي ينبغي أن تكون المعيار الأول.
إن حل البرلمان الحالي وانتخاب برلمان جديد سيشكلان خطوة موفقة ـ لو تمت ـ وستساعد في استقرار البلد وتنميته ,لأن وجود برلمان منسجم ,بموالاته ومعارضته ومستقليه ,هو الضمانة الحقيقية لتسيير الامور بطريقة سلسة تتعاون فيها السلطتين التشريعية والتنفيذية على ما فيه صالح البلد.
نقول هذا الكلام ونحن ندرك حجم التحديات التي تواجه ولد الغزواني على أكثر من مستوى ,لكن تبقى هناك أولويات يجب أن تحظى بالحسم الفوري أكثر من غيرها.
رأي (الجواهـــــــر)