نص المقال الذي كان السبب وراء مقتل الاعلامي جمال خاشقجي

جمعة, 21/06/2019 - 18:07

إنتهى الدرس يا غبي أنت الآن في الزاوية تماماً.. جداران متقاطعان عن يمينك و شمالك و أنت في عُنق المثلث ، ليس بينك و بين السقوط سوى خطوةٍ تخطوها للأمام.. إن خطوتَها فقد وقعتَ في الفخ الجديد ، و إن لم تخطُها فأنت محشورٌ بين متقاطعين كفأرٍ منهك !! 

إنتهى الدرس يا غبي !!

لن أحدثك عن شعبك الذي أخرجتَه من المعادلةِ مبكرا ً!! 

كان بإمكانك أن تعتمد _بعد الله_ عليه ، و لكنك لم تَرَ في شعبك إلا عدواً مفترضَاً . و كثعبانٍ يأكل ذيله.. بَدَأتْ في قضم جسدك قطعةً قطعة !! 

إسحب الخارطةَ الآن، و أنظر حولك !!

في الشمال

عراقٌ و شآم.. ساهمتَ أنتَ في تدميرهما ؛ ليتناولهما كسرى كما يتناول الضبعُ الخسيسُ غزالَينِ مجروحَينِ لم يُجهد أقدامَه في الركضِ نحوهما !! 

و في الجنوب

يَمنٌ.. لو ظَلَّ أهلُه ينتقمون منكَ مائةَ سنةٍ قادمة على ما فعلتَه بيَمَنِهم خلال مائة سنةٍ ماضية ؛ لما شفى إنتقامُهم لهم غليلاً !! 

و في الشرق

آيات الله العظمى يشحذون خناجرهم و سيوفهم ليعيدوا تخطيط ما خطته أقلام وليم كوكس ، و سايكس بيكو !!

أنت لم تبصق في البئر التي تشرب منها ؛ بل بصقت للأعلى فسقطت بصقتك على وجهك !!

و تبجُحك بالعقيدة الآن لن ينفعك كثيراً.. فالذين يحاربون مع الشيطان في الشمال لا يمكن أن يحاربوا مع الله في الجنوب !!

و العقيدةُ السمحة ليست(بِشتاً) يُرتدى في المناسبات أو سيفاً يُرقص به في (عَرْضة) !! و لو كان ذلك كذلك لقنع إبن عبد الوهاب رحمه الله بالدرعية ، و لما أهدف نحره للسيوف ليُثبّتَ أركان التوحيد في جزيرة محمد صلى الله عليه و سلم !!

لقد ملأت الدنيا تبجحاً بإبن عبد الوهاب.. فما الذي أبقيتَ منه الآن ؟!

ما الذي أبقيتَ من (كتاب التوحيد) و (ثلاثة الأصول) ؟!

لم تُبق منه سوى لقاءات مراسميةٍ مع شيوخ التنمية البشرية الذين إستبدلوا بالبخاري و مسلم (قبعات التفكير الست) و (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) !! و إكتفى الأقدمون منهم بفتاوى الحيض و النفاس و النمص و حف الشوارب و إعفاء اللحى و وجوب طاعة ولي الأمر !!

و حين تململ إبنُ عبد الوهاب من ألاعيبك أفسحتَ له في سجونك ذلك (المكان اللائق !!!) ، ثم أطلقتَ نصارى لبنان و رافضتَها و دروزَها و علمانييك في وسائل الإعلام _ككلاب مسعورة_ لينثروا الملح في الأرض الطيبة ؛ تمهيداً لتحولاتٍ إجتماعية و دينية و فكرية كتلك التي حدثت في مصر منذ تسلم (تاجر التبغ) محمد علي مقاليدَ الأمور فيها ليؤسس_بقصد أو بدونه_ لكل هذا الخراب الذي نعيشه الآن.

لقد إمتلكتَ كلَّ ما يمكن أن يجعل منك قائد أمة.. فماذا فعلت أكثر مما فعل الوليد بن يزيد ؟

إستهان الوليدُ بن يزيد بالأساسِ الذي قام عليه مُلك جَدِّه ؛ فأخذ ينقضه حجراً حجراً ، و لم يكن في بني أمية آنذاك حكيمٌ يأخذ الرايةَ بحقها ، فلما قام آخرُهم و أصبرُهم ليتدارك الأمرَ ؛ كان الخرق قد اتسع على الراتق ؛ فجالت الخيل فوق أجسادهم ، و صالت السيوفُ على رؤوسهم ، و رفرفت الراياتُ السودُ بين قصورهم.. ثم إنطفأت شمسٌ عظيمة تراكمت أسبابُ إنطفائها شيئاً فشيئاً حتى تجسدت في (حفيدٍ) لم يُحسن تربيتَه أبٌ و لم يردع نزقَه عَم !!

و لو تغاضينا عن أساسك الحقيقي فماذا فعلت بأساسك المُدعى ؟!

لم تترك معركة بين مسلمين و كفار إلا و خضتها في صف الكفار ؛ فلا أنت حافظت على ما إدعيت ، و لا أنت تركت غيرَكَ يبني على أساسِك المُدّعَى !! ما أشدّ غيظي منك و حزني عليك !!

لقد سِرتَ على نهج إبن عبد الوهاب.. و ما تركتَ أنت هيئةً أو حزباً أو جماعة سُنيةَ إلا وسعيتَ في تدميرها و إنهائها و التخلص منها.. و كأنك سلاحٌ فاسدٌ لا يقتل إلا صاحبَه !! و أدخلت الحوثي صنعاءَ نكايةً في حزب الإصلاح ثم زعمت حربه في عاصفة حزمك ، ثم إكتشفتَ _بعد مليارات الشعب التي أنفقتها_ أن الحوثي جارك و أن تنظيم القاعدة هو الخطر الداهم.. و عملتَ بالباع و الذراع لإسقاط الثورات العربية ، و تيئيس الشعوب من طلب العدل و الحرية ، و وأد أي حراك مسلم في كل بلد عربي من المحيط إلى الخليج ، حتى وصل و باؤك للإسلاميين في ماليزيا فدعمت عدوهم بمئات الملايين !!

كُلُّ هذا_ و ما خفي كان أعظم_ فَعلتَه رافعاً (كتاب التوحيد) على رمح (فيلبي)!! من أنت و ما أنت ؟!

لم تترك راية إسلامية إلا و نالها منكَ ما ينال الآمنُ ممن ظنه أخاه ؛ فيوليه ظَهرَه ؛ فلا يشعر إلا و خنجر الغدر يخترق ظَهره !!

مَن سيمد لك طوقَ نجاة إن أدركك السيل .. و إنه و اللهِ لَمُدرِكُك !!

القرامطة الجدد صاروا _بسببك_ في شمالك و جنوبك و شرقك.. و الرايات السود تتلمظ للإنتقام منك.. و النسر الأمريكي يفتش في دفاترك القديمة ليعيد تهيئة الملعب للعبة جديدة.. فأين تذهب من هؤلاء الذين إن نجوتَ من أتون أحدهم لم تلبث أن تقع في أتون الآخر !!

في طريقكَ إلى السقوط لا يقاتلك عدوٌ أشد عليكَ من نفسك !!

أنت تسير إلى هاوية سحيقة !! هاويةٍ سار إليها قبلك الخديوي (الحفيد) إسماعيل حين قرر _ذات عَتَه_ أن يجعل مصرَ قطعة من أوروبا؛ فرهن مقدراتها المادية للأجانب حتى لم يبق شاذٌ من شُذاذ الآفاق إلا وتملك في مصر ما لم يكن يحلم أن يقف على بابه بواباً.. وحين ذَهَبَت السَكرةُ وجاءت الفِكرة انقلب شذاذ الآفاق على المعتوه ورموه للمنفى كخرقة بالية.. ثم لم يمت حتى عاين أحذيةَ جنود الإنجليز في قاعة عرشه!!

أنت _على الحقيقة_ لا تطرح اكتتاباً.. أنت تبيع أَبَرَّ أبنائك، وترهن درةََ تاجك، وتكسر عمودَ خيمتك، وتقامر بمقدرات شعبٍ هو أصل العرب ومادة الإسلام!!

طموحك لن يبتلع مشاكلَ الفقر والبطالة والإسكان!! 

طموحك لن يبتلع سواك!!

واستنساخ (دبي) في (الرياض) لا يمكن أن يمر _إذا مر_ إلا بزلازل اجتماعية مرعبة ستخلخل أول ما تخلخل أركان عرشك!! 

إن سباق التسلح الذي أدخلوك فيه، واقتصاديات الحروب التي وَقعتَ في فخها، والنهب المستمر لمقدرات البلد من قِبل الشركات الكبرى عابرة القارات، ومليارات الشعب التي تدفعها كإتاوة للغرب على شكل ودائع واستثمارات، والرشاوى المليارية التي ترسلها لخونة شعوبهم لتجفيف منابع الثورة بالحديد والنار، والأعباء الداخلية الباهظة.. كل هذا وغيره سيبتلعك ويبتلع طموحك المُدّعَى!!

و لو كانت (الرُؤى) المجردة تنفع أصحابَها لنفعَ عبدَ الناصر (ميثاقُه).. وقد كان أكثر نفيراً وجعجعة.. ثم لم تُنتج جعجعتُه الاشتراكية الفارغة سوى أن ازداد الغنيُ غنىً والفقيرُ فقراً.. مع صاروخين من خشب: (قاهرٍ وظافر)!!

يا هذا .. قد كان يحزنني أن يذهبوا بكَ فيأكلكَ الذئب.. ثم لما تتابعت الأحداث وتراكمت البينات؛ أدركَ الأعمى أن الذئب لم يدخل إلا من خلالك.. وأنك _حين صاحبتَ الذئب_ لم يردعك عن مصاحبته أشلاءُ أصحابه القدامى.. ثم ازددتَ ضغثاً على إبّالة؛ فقتلتَ حراسَ بيتك.. فصرت كمحكومٍ بالإعدام اشتدّ خوفُه من الشنق صباحاً فشنق نفسه ليلاً!! 

ولتكونَنّ واللهِ شرَّ مأكولٍ يأكله صاحبه!!

وإني من ذلك وعليكَ لحزين!!

 

  

         

بحث