يشهد التاريخ بعظمة وصمود الرفيقة Leila Ahmed Khalifa ، ما يجهله الكثيرون من المناضلين وحتي بعض الإيراويين أنفسهم هو أن ليلي هي من كان يقوم بالاتصال بالمناضلين من اجل تحسيسهم بوقت وتاريخ الوقفات وكانت هي خادمتهم في ساحات النضال ..!
كانت أول مشاركة لي في وقفة ضد العبوديةبإتصال من العظيمة ليلي وكانت تلك الوقفة في قضية عبودية.. وحين تم التكالب علينا بعد المحرقة وتم رمينا في مفوضيات وتحركت اذناب المخابرات وجواسيس لحراطين في المساجد والأسواق كانت ليلي قوية ومتماسكة رغم الترغيب والترهيب...
حين كنت مرمي في احدي المفوضيات في لكصر رفقة رفيقي الشجاع يعقوب جارا وداخل زنزانة نتنة لا نسمع الا أصوات التكبيرات والمطالبة بشنقنا أو نفينا كانت ليلي هي أول من نسمع صوتها خلف جدران تلك الزنزانة مطالبة بإطلاق سراحنا رغم معرفتها أن زوجها ليس معنا في نفس المفوضية و رغم محاولة الشرطة قمعها الا انها ظلت صامدة حتي قبلت الشرطة الرجعية إمدادنا ببعض الطعام اللذي جلبت لنا بعد يومين من الجوع والعطش والحرمان من النوم.
وبعد اربعة ايّام من الحراسة النظرية تم جلبنا في جناح الليل في سيارة تابعةللشرطة الى مفوضية الشرطة القضائية لنتفاجئ في الطريق بالقيادية العظيمة ليلي تهتف علينا النصر ... النصر.. النصر.. لقد كانت تلك الهتافات عونا لنا علي الصمود والتماسك أكثر من أي وقت مضي!
أما تواجدها في ساحات النضال و أمام المفوضيات فحدث ولا حرج كانت تتعرض للقمع بصفة مباشرة بسبب استهدافها من طرف شرطة الطغمةالحاكمة العنصرية ومع ذالك ظلت محافظة علي الحضور لكل النشاطات رغم حجم الخطورة .
في مرة داخل زنزانة في إدارة الأمن قال لي شرطي أنتم نسائكم أشجع من رجالكم ؛ قال لي اليوم قمنا بقمع شديد للمسيرة وكانت النسوة يتقدمنا المسيرة وبالرغم من القمع واصلنا التقدم بإتجاهنا حتي اضطررنا الى استهداف ليلي بصفة مباشرة وقد تم نقلها الى المستشفي في حالة حرجة..
هذا قليل في حق الرفيقة التي واكبتنا طيلة العشرية المنصرمة وشاركتنا الحلوة المرة ولكن الزمن كفيل بإنصافها ولو قضيت اليوم كله اكتب عنها فلن أوفيها حقها ولكنها شهادة للتاريخ!
صدق من قال " وراء كل رجل عظيم امرأة"
تدوينة بقلم/ عابدين ولد مانتلل