إذا أردتَ أن تصاب بانهيار عصبي ,أو بتشنج عضلي ونفسي في هذه الايام ,فما عليك الا أن تستمع أو تشاهد خطابات وبرامج بعض المرشحين للرئاسة خلال جولاتهم الحالية في الولايات الداخلية ,وذلك لكثرة ما تسمع من كلام فارغ لا لون له ولا طعم ولا معنى.

وباستثناء اثنين من المتنافسين ,لا ترى عند الآخرين من خطابات لاستمالة مؤيديهم سوى سبّ ولعن رئيس الجمهورية وانتقاد حكومته ,والتقليل من كل ما تم إنجازه ,والحديث عن "العشرية السوداء" والفساد والزبونية ,وكأن هذه اللهجة وهذا النمط الهجومي الهجائي المستمر ,يعتبر هدفا بذاته لدى الناخب الموريتاني.

أما المرشحان المعنيان ,فلهم برامج سياسية واجتماعية وخدَمية واضحة ,يعِدان بتحقيقها في حالة فوزهما ,وبأسلوب منطقي وعملي في نفس الوقت ,بحيث لا يغرقان في بيع الاحلام والأماني والاوهام للناخبين ,وإنما يقدمان وعودا ممنهجة على أسس علمية ممكنة التطبيق وبالتدرج العَملي والعقلاني.

إلى ذلك ,فإننا نعتقد بأن خطاب هذين المرشحَين أقرب إلى تصديق الناخبين وإلى آمالهم وتطلعاتهم ,بل فيه نبرة تنم عن قدر كبير من الصدق والمسؤولية ,مما يساعد في دغدغة مشاعر الناس والتأثير على أمزجتهم لقربه من العقول والعواطف والمشاعر.

إن التهجم على الحكومة ,وعلى كل ما قامت به من إنجازات ,ومحاولة طمس معالمه لا ينبغي أن يكون هو البرنامج الانتخابي المعتمد لدى أي مرشح ,فالسب واللعن وغمط الناس ليس هو الطريق الامثل لإقناع الناخب واستمالته.

 

رأي (الجواهـــــر)