هذه قصة واقعية , يقول الرجل الذي حدثت معه ورواها لبعض جيرانه وأصدقائه إنه في
ليلة من الليالي الممطرة الباردة كانت السماء مليئة بأصوات الرعد المزمجر بقوة وأضواء البرق الخاطفة المخيفة ، في هذه الليلة وفي تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل كان هناك رجل كبير في السن يمشي وحيداً في طريقه وهو خائف ويشعر بالبرد الشديد، يبحث عن منزل يلجأ إليه حتى يجد الدفء ويجد طعاما يأكله لأنه يكاد يموت من الجوع.
مشى الرجل كثيراً إلى أن وصل إلى منزل كبير جداً بدا عليه من الخارج أنه مهجور، فاقترب من باب المنزل بحذر ثم دق الجرس عدة مرات، فخرج له رجل وقال له : نعم , ماذا تريد أيها الغريب ؟
رد الرجل : أنا تائهٌ و أشعر بالبرد الشديد وتتمزق أحشائي من الجوع، فهل يمكنك أن تضيّفني هذه الليلة وسأذهب بمجرد طلوع الشمس صباحا ؟
قال الرجل : تفضل .. فدخل الغريب إلى المنزل وشعر بالطمأنينة والدفء، ثم غاب عنه صاحب المنزل قليلاً وجاء وهو يحمل له القهوة الساخنة والأكل، وجلسا معاً يتحدثان .
لاحظ الغريب أن صاحب المنزل يسكن وحيداً بدون زوجة او أولاد أو حتى خدم ، لا شيء سواه هو وكلبه فقط , لكنه استحيى من سؤاله وهو مجرد ضيف.
أعطاه الرجل "جاكيت" حتي يرتديه عن البرد وغطاءً دافئا وقال له : خذ هذا معك ونَم هنا هذه الليلة حتى يطلع الصباح، ففرح الرجل الغريب كثيراً وشكره ثم ذهب في نوم عميق .
في اليوم التالي استيقظ صاحب المنزل واتجهَ الى الغرفة التي ترك فيها الغريب في الليلة الماضية فلم يجده، بحث عنه في جميع غرف المنزل ولكن لم يجد له أيّ أثر، فقال في نفسه : من المؤكد أن الرجل قد شعر بالخجل وذهب باكراً قبل أن أستيقظ من نومي ..
في ظهر ذلك اليوم كان صاحب المنزل مدعوا لزيارة متحف صور أثرية قديمة جداً جداً , بعضها من آلاف السنين وبعضها من مئات السنين ، فذهب في الموعد المحدد إلي المتحف وأخذ ينظر بين الصور ويتأمل التراث الرائع، ولكن بين تلك الصور وجد شيئا عجيباً جداً أشعره بالفزع والرعب ، وجعله يتوقف في مكانه مندهشاً، لقد وجد بين الصور صورة الرجل الذي نام عنده الليلة الماضية.
اتجهَ سريعاً إلى أحد القائمين على المعرض وسأله : مَن هذا الرجل ؟ فأجابه : هذا الرجل ميت من أكثر من 200 عام ، فقال له بعد أن ملأ الرعب قلبه : كيف هذا ؟ لقد زارني ليلة البارحة في منزلي ونام عندي الليل كله ، فقال المسئوول في بساطة وبدون اهتمام : مِن المؤكد أنه شخص يشبهه لا أكثر وقد اختلط عليك الأمر.
أصرّ الرجل على كلامه فهو متأكد تماماً من شكل الرجل وحتى أن هناك علامة على وجهه قد لاحظها عندما كان يجلس معه ويتحدثان وهي موجودة في الصورة بشكل واضح .
فأعاد النظر والتحديق في الصورة مرة أخرى فوجد مكتوبا تحتها تحديد مكان قبر صاحب الصورة المدفون منذ أكثر من 200 عام ، فذهب مسرعاً إلى المقبرة المكتوب عنوانها في الصورة ليعرف حقيقة ما يحدث وقد تمكن منه الخوف وتملّكه الرعب.
ويا للهول , فعندما وصل إلى القبر المقصود وجد مفاجأة لم يكن يتوقعها على الأطلاق .. لقد وجد "الجاكيت" الذي أعطاه للرجل البارحة موضوعاً على قبره.
قصة عجيبة ومخيفة , ونحن لدينا إيمان كامل بأن مَن مات لا يعود الى الحياة ابدا قبل يوم القيامة , والاحتمال الوحيد لمثل هذه الامور وما شابهها من قصص كثيرة , هي أن الشياطين يتمثلون ويتشكلون في أي صورة يريدون , وتلك خاصية وهبها الله لهم.