جاء في تدوينة منسوبة للمترشح سيدي محمد ولد بوبكر ما يفيد بزهده في كرسي الرئاسة وفي تولي أمور الامة ,وكانت التدوينة أقرب إلى موعظة تُدمي القلوب وتُبكي العيون ,منها إلى خطاب سياسي قوي يضع الخطوط العريضة لرؤيته السياسية واستراتجيته في الحكم ,وهذا نص التدوينة المنسوبة لولد بوبكر :
(يظن البعض أن المسؤولية , أيا كانت هذه المسؤولية صغيرة أم كبيرة , وجاهة وعظمة وأبهة واستقبالات رسمية على سجادات وردية . يظنون ظن السوء أنها مكاسب دنيوية , وخطب ووعود وعهود وقتية , يتبعها تصفيق بألف سلام وألف تحية . ونسوا أنها أمانة وأنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها . كرسي الرآسة أمام الله وأمام الناس تكليف لا تشريف . هو كالدّٓيْنِ , همٌ بالليل وذل بالنهار .
كيف يهنأ أي حاكم بلذاته , وأمامه وخلفه وعن يساره ويمينه , عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل عشرات الآلاف من المرضى الذين لايجدون ثمن العلاج وإن وجدوا فأدوية مزورة وأطباب عاجزة، كيف يهنأ وعشرات الآلاف تحت خط الفقر، ومثل ذالك أمييون لايقرأون ولا يكتبون. وقلة تسكن القصور والباقي أو جل الباقين يفترشون أرض القبور .
أين نحن من قوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون " . . يروى عن عملاق الإسلام الفاروق عمر:
أن زوجته دخلت عليه عقب توليه الخلافة فوجدته يبكي، فقالت له: ألشيء حدث؟
قال: لقد توليت أمر أمة محمد صل الله عليه وسلم .. ففكرت في الفقير الجائع و المريض الضائع و العاري المجهول و المقهور و المظلوم و الغريب و الأسير و الشيخ الكبير .. وعرفت أن ربي سائلي عنهم جميعاً.. فخشيت.... فبكيت . تلك هى الخشية من هذا التكليف أمام الله يوم العرض والحساب .
والله ولي التوفيق
سيدي محمد بوبكر)