يقول الله عز وجل في محكم التنزيل :
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(صدق الله العظيم)
وتقول الاحداث والوقائع في بلادنا إن عتاة المجرمين الذين يُروِّعون الآمنين من المواطنين ويعتدون على أعراضهم وأموالهم يطلق سراحهم بعد القبض عليهم ,إما بحجة عدم كفاية الادلة أو بواسطة عفو رئاسي عن سجناء الحق العام بمناسبة شهر رمضان المبارك أو الاعياد الرسمية ,ليعيدوا الكرة من جديد ,وذلك لِعِلمهم أنهم في كل مرة سيخرجون سريعا.
ولنترك العموميات جانبا ونتحدث عن بعض الجرائم الواقعية التي حدثت بالفعل خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في العاصمة لأن إحصاءها بالكامل متعذر ,فلا يكاد يخلو حيّ من الاحياء من عدة جرائم كل ليلة.
فيوم أمس تم إطلاق النار بشكل مباشر على فتاة قاصر من قِبل زوجها ,ولم يكد يصمت دويّ المسدس الذي أطلقت منه الرصاصة على صدرها في تفرغ زينة حتى أعلن عن تعرض شاب في الميناء للذبح بالسكين كما تذبح الخراف.
أما ليلة البارحة فكان الضحية هذه المرة إمام مسجد في عرفات لا يزال فمه عَطِرا من كتاب الله ,بعد أن فَرَغَ للتو من صلاة التراويح ,حيث تعرضت له عصابة مسلحة وهاجمته بالسكاكين حتى أثخنت جسده بالجراح وقَطعت بعض أصابعه ونهبت كل ما كان يحمل معه ,إنه الامام الشاب ,حامل كتاب الله : محمد الأمين ولد الطيب.
وغير بعيد من الامام ,وفي نفس المنطقة ,وبالتزامن مع تلك الجريمة ,تعرض مواطن آخر للاعتداء من عصابة مسلحة أخرى ,وبنفس أسلوب الطعن والنهب ,تم سلب كل ما معه.
كما شهدت الساعات الماضية عمليات اختطاف واغتصاب واعتداء على فتيات يمارسن رياضة المشي الليلي.
فإلى متى سيظل المواطنون رحمة لهذه العصابات ,فأين الشرطة ,أين الدرك ,أين الحرس الوطني ,أين العيون الساهرة على أمن وأمان المواطن وراحته وطمأنينته...أين...أين؟
رأي (الجواهر)