كان هناك رجل لديه الرغبة بالزواج من زوجة ثانية لأسباب خاصة به ,وكان يفكر كثيرا كيف يتزوج بالثانية من غير أن يكون هذا الزواج سببا في هدم بيته الأول وتشتيت أولاده، وكان كل خوفه من ردة فعل زوجته وغضبها وصراخها وخروجها الى بيت أهلها عند زواجه من الثانية.
ومرت الأيام وهو متقلب بسبب هذه المشاعر من غير أن يقدم على الزواج ، وذات يوم وهو عائد الى منزله من إحدى سفراته المعتادة ,صرخت زوجته في وجهه وقالت له : لماذا لم تخبرني بأنك متزوج من ثانية، وكانت تبكي وتصرخ وتهدد بترك بيتها وأولادها وهو صامت مصدوم بصراخها وتأكيدها لخبر زواجه من الثانية ولم يتكلم أمامها بكلمة واحدة، وانعقد لسانه ,ثم قالت له : أنا سأترك لك المنزل والأولاد ,وذهبت لغرفتها وجمعت أغراضها وخرجت إلى بيت والدها ,وزوجها صامت أمام هذه العاصفة التي لم يعرف كيف هبت عليه.
يقول الزوج : يعلم الله انني لم أتزوج ثانية ,لكن يبدو أن هناك إشاعة منتشرة عني وقد صدقتها زوجتي، ولكني لما رأيت إصرارها على زواجي من ثانية قلت لنفسي : لماذا لا أقرّ بزواجي من ثانية أمامها لأني كنت أتوقع أنني لو فعلتها حقا أن تكون ردة فعلها أكبر مما رأيته، فالتزمتُ الصمت لأستفيد من الموقف وخرجتْ هي لبيت والدها وكنت أحاورها ولكن دون فائدة، يقول : وبعد أسبوعين من النقاش ,هدأت وقالت لي ذات مرة : أنا ليس لدي مانع من العودة لبيتي من أجل أولادي فقط ,إذا وافقتَ على شروطي، ثم وضعت مجموعة من الشروط من ضمنها أن أعدل بينها وبين الزوجة الثانية، فأنام عندها ليلة وعند الأخرى ليلة، فوافقت على شروطها ولم أخبرها بأنني لم أتزوج بثانية بعد ,وقلت في نفسي : لعلها فرصة ذهبية أو هي هدية من رب العالمين لي ولها، فرجعت إلى المنزل وأصبحت أنام عندها ليلة وأنام في الفندق ليلة أخرى، وفي نفس الوقت أبحث عن زوجة ثانية فترة طويلة حتى وجدتها وتزوجتها، واصبح وقتي مناصفة بين زوجتين وانا مستغرب ،كيف تمت الأمور بهذه السهولة  بعدما كنت اراها شبه مستحيلة.

بقلم : جاسم المطوع