يأتي التعليم لأهميته في سلم الأولويات الوطنية بعد الحوزة الترابية ووحدتها، باعتباره قضية وطنية بالغة الأهمية، وأهم الحقوق الأساسية التي تحظى بأولوية مطلقة لأي مجتمع ،وقد عرف النظام التعليمي الموريتاني نظرا لمكانة المدرسة باعتبارها القلب النابض لمشروع موريتانيا المجتمعي، عدة إصلاحات متعاقبة 1967 ، 1973 ، 1979 ، 1999، وخلص صناع القرار إلى ضرورة القيام بإصلاح جذري للمنظومة التربوي2022 من خلال قانون توجيهي يؤسس لمدرسة جمهورية تربط التعليم بالمواطنة وقيم الجمهورية .
أي مدرسة جمهورية نريد بموريتانيا:
تشكل المدرسة الجمهورية رمزا من رموز الجمهورية كونها الفضاء والمرفق العمومي الذي يحمل في طياته مجموعة من القيم والمبادئ الأساسية التي يجب على الجميع الالتزام بها كالمواظبة والانضباط واحترام الآخر ، وتتجسد المدرسة الجمهورية التي نريد في موريتانيا:
ـــ في مدرسة جمهورية تحتضن كل الموريتانيين، وتضمن الإنصاف وتكافؤ الفرص وتكرس المثل الديمقراطية، والمساواة والتلاحم الاجتماعي بين جميع الموريتانيين
ـــ في مدرسة جمهورية تسعى لتمكين كل مواطن من فهم العالم من حوله، وتغييره بشكل إيجابي.
ــ في مدرسة جمهورية تنشر قيم الجمهورية ، واحترام رموز الجمهورية ، والاختلاف، وحقوق الإنسان، وتعلم العيش المشترك، والتسامي على الأنانية ، والانفتاح على الآخرين .
ــ في مدرسة جمهورية تنهض بتربية مدنية تحترم البيئة، وتهتم بالصحة والتربية البدنية والرياضية، وقواعد النظافة، والتوازن الغذائي.
ــ في مدرسة جمهورية تربي الفرد على الموازنة بين واجباته وحقوقه وبمفاهيم السلطة، والجهد، والاستحقاق، والعمل، والمثوبة والعقوبة
ـــ في مدرسة جمهورية ترقي بالإنصاف وعدم الإقصاء بوصفهما ركيزتين لها سواء من حيث ضمان الإنصاف بين الجنسين ، أو من حيث ضمان وجود فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ومن ذوي الهشاشة والخصاصة
ثوابت المدرسة الجمهورية التي نريد:
تحدد ثوابت المدرسة الجمهورية العنصر الأساس الذي يحدد هويتها وتوجهاتها، وتحكم المدرسة الجمهورية الموريتانية ثوابت دينية وحضارية نجملها فيما يلي :
أ ــ ترسيخ الهوية الإسلامية والعربية والإفريقية: باعتبارها مرتكزات أساسية من تاريخ وهوية موريتانيا
ب ــ التنوع الثقافي الثري للمجتمع الموريتاني: حيث تجمع المدرسة الجمهورية بين مختلف ثقافات البلد، مما يمرن التلاميذ على التعايش مع التنوع المجتمعي بروح الاحترام والتسامح، ويسهم في بناء جيل متعدد الثقافات ومنفتح ومتقبل للتنوع
ــ الانفتاح الرزين على البعد الكوني
مكاسب المدرسة الجمهورية التي نريد:
تعد المدرسة الجمهورية النمط الأنسب للتعليم في ظل عصر اليوم لما تهدف له من مكاسب لا غنى عنها للمجتمع الموريتاني عن طريق المكاسب التالية:
أ ــ ترقية القيم المرتبطة بالديمقراطية وحقوق الإنسان: بتوجيه التلاميذ نحو فهم أعمق لأهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ب ــ تعزيز مجتمع المعرفة والرقمنة: باستخدام التقنيات الحديثة وتعلم البرمجة والذكاء الصناعي.
ج ــ التعلم المهني والمهارات الحياتية: بتطوير برامج تركز على التعلم المهني واكتساب المهارات الحياتية الضرورية.
د ــ تنمية القيادة والمسؤولية: مما يعزز النمو الشخصي والاجتماعي للتلاميذ ويبني جيلا ملهما ومبدعا.
ملامح الموريتاني الذي نريد في ظل المدرسة الجمهورية التي نريد:
في جسم كل مجتمع تتجلى ملامح الفرد تاريخه وثقافته وقيمه، وفي قلب المدرسة الجمهورية تتجلى ملامح الموريتاني الذي نريده أن يعبر عن القيم والصفات التي تعكس الهوية والانتماء الموريتاني وفي مقدمتها:
أ ـ موريتاني معتز بحضارته الإسلامية وقيمه
ب ــ موريتاني يتبنى قيم التآخي والسماحة والانفتاح :
ج ــ موريتاني يتمتع بالانفتاح على الحضارات الكونية الأخرى
د ــ موريتاني متربي على الروح الوطنية والتعلق بقيم الجمهورية
وتظل المدرسة الجمهورية رؤية مستقبلية استراتيجية للتعليم بموريتانيا، ومدخل أساسي لبناء أسس مجتمع موريتاني واع يحترم التنوع، عن طريق بناء جيل واع معتز بهوية البلاد، ومتعدد الثقافات ومنفتح على العالم، مما سيضمن استمرار تبوأ موريتانيا مكانتها المرموقة بين مصاف الدول.
المعلوم أوبك