فوز الرئيس ولد الغزواني في الشوط الأول بنتيجة مريحة ، أمر مؤكد . و لولا بعض الأخطاء الداخلية ، لكان باستطاعته الفوز بنسبة يصعب تصديقها ، دون كبير عناء..

 

من الطبيعي جدا ، أن يأتي مرشح زعامة المعارضة في المرتبة الثانية و بنتيجة غير مُنافِسة لمكانة الرئيس غزواني . و يتمتع حزب تواصل عكس بقية الأحزاب ، بجمهور منضبط و ملتزم و إن كان خطابه جامدا ، نتيجة انغلاقه على نفسه ، لا يضيف له أي أنصار جدد . و تلك هي مشكلته الدائمة في الانتخابات .

 

سيحتل المحامي الشاب العيد المرتبة الثالثة بجدارة ، بعد انضمام قوى التقدم له ، الذي سيعطيه ثقة في نفسه أكثر ، كان يحتاجها لإثبات جدية مشروعه و سيستفيد حتما من قدرة الحزب على التنظيم و الدعاية و لا شك أيضا أنه سيستفيد من تعاطف بعض الشباب معه لأسباب مفهومة و إن كانت خاطئة التقديرات ..

 

أصحاب "افلام"

سيذهبون في حملة بيرام بحماس مفتعل لكنهم لن يعطوه أي صوت لأسباب فنية لا يفهمها بيرام و أسباب تاريخية لا ينطلي عليهم كذب وعود بيرام و استحالة وصوله إلى كرسي الرئاسة لتحقيقها . سيوهمون بيرام بأنهم أعطوه أصواتهم لِيَتَّهِمَ النظام بالتزوير و الوقيعة بين عناصر البيظان البيض و السمر . و هي لعبة سخيفة و مكشوفة لم يفهم أصحابها بعدُ أن "الحقد طبقٌ يؤكل باردا" كما يقول المثل الانجليزي .!

 

لم يتوفق الدكتور سوماري أوتوما في اختيار الوقت و لا في قراءة الواقع . و لن يستفيد من هذه الانتخابات ، التي ستكون نتيجتها قاتلة لطموحه السياسي ، إلا في إضافة "مرشح سابق للرئاسة" لسيرته الذاتية التي لم تكن تحتاجها كطبيب كبير يتمتع بثقة و محبة الجميع . أتمنَّى أن يتدارك خطأه و يعلن انسحابه في انتظار فرصة أفضل ، إذا كان لديه مشروع سياسي جاد .

 

سيدي علي بلعمش