الانتحار قبل السحور والإفطار..!!

جمعة, 05/04/2024 - 12:44

بحسب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للسلامة المرورية، فإن أوقات الذروة في رمضان (قبل وقتَيْ الإفطار والسحور بنصف ساعة) تُعتبر الأعلى في نِسب الحوادث المرورية لدينا؛ بسبب السرعة القصوى التي يقود بها السائقون سياراتهم للوصول إلى منازلهم، مؤكدًا أن شهر رمضان من أعلى الشهور في عدد الحوادث المرورية.

 

لا أخفيكم، كنت أعتقد أن أجواء شهر الخير الروحانية ستطغى إيجابًا على سلوكيات قائدي المركبات؛ ليصبح هذا الشهر الأقل في عدد الحوادث المرورية، خاصة أن السبب الرئيسي في تلك الحوادث هو السرعة الجنونية التي تعتبر في حكم الانتحار؛ فمن يقود سيارته بتهور وسرعة غير عقلانية؛ ما يتسبب في هلاك نفسه أو غيره، أو إلحاق الضرر بهما، هو في حكم المخطئ شرعًا، وتلحقه جناية ذلك الفعل.

 

لا يوجد سبب مهم يجعل الجميع يتسابقون على الوصول لمنازلهم أو مواقع تجمُّعهم بتلك السرعة الجنونية، أو الرغبة الجامحة التي تؤدي للهلاك -لا قدر الله-. فالمسألة سهلة ومُيسَّرة، ويمكن للصائم أن يفطر في سيارته وهو يقودها بهدوء وتروٍّ، أو حتى يمكنه الوقوف على جانب الطريق ليتناول بضع تمرات مع قليل من الماء.. فالإفطار في الطريق لا يُفسد الصيام، بل يفسده القيادة بتهور، وتعريض النفس والآخرين للهلاك.

 

إذا كنتَ مدعوًّا في مناسبة بإمكانك الخروج من المنزل باكرًا بدلاً من الخروج قبلها بدقائق لتقود بأقصى سرعتك مُعرِّضًا نفسك وأسرتك والآخرين للحوادث المميتة. أما إذا كنتَ متجهًا للمنزل فأعتقد أن أسرتك تنتظرك أن تحضر إليها سليمًا ولو بعد الإفطار بدلاً من سماعهم خبر تعرُّضك لحادث مروري خطير -لا قدر الله-.

 

يجب أن نستشعر روحانية هذا الشهر في كل شيء، حتى في قيادتنا السيارة، التي تُعتبر من أخطر الكوارث التي تُفسد الصيام.

 

عبد الرحمن المرشد

*وهذا الوصف يكاد ينطبق علينا تماما في موريتانيا ،رغم الفارق الكبير بيننا وبين السعودية في كل شيء ،خاصة على مستوى جودة الشوارع واتساعها ونوعية السيارات وحداثتها.

       

بحث