حينما يستشهد الشيطان بالآيات والأحاديث!

أربعاء, 06/03/2024 - 19:56

أنحاء غزة، ومع ذلك، كان أهلها يشكون نقص المساعدات بفعل تواصل الحصار الصهيوني منذ 17 سنة كاملة، أما بعد الحرب، فلم يعد الاحتلال يسمح سوى بدخول 85 شاحنة يوميا، أغلبها يتركّز في جنوب القطاع، في حين يرفض إدخال شاحنات إلى الشمال عقابا لنحو 700 ألف فلسطيني تحدّوه وتشبّثوا بأرضهم وبيوتهم المهدّمة ورفضوا النزوح إلى الجنوب كما طلب منهم، وكان من الطبيعي بعد كل هذا التجويع الممنهج للأطفال والنساء، وشحّ كميات الغذاء التي تدخل يوميا إلى القطاع، أن يتدافع الرجال، وخاصة في الشمال، على أيّ شاحنة دقيق تصل إلى المنطقة، فالمسغبة شديدة والأطفال يبكون من الجوع وبعضهم بدأ يفقد حياته، فلماذا يلوم الاحتلال السكان على تدافعهم الشديد على شاحنات الدقيق بدل أن يلوم نفسه على رفضه دخول ما يكفي حاجياتِ السكان، عقابا لهم على احتضانهم المقاومة وأملا في تهجيرهم إلى مصر؟

إنّ تحميل الفلسطينيين مسؤولية مجزرة الرشيد وكذا نهب شاحنات الدقيق المتّجهة إلى شمال القطاع، وإظهارهم بمظهر قطّاع الطرق واللصوص، هي صفاقة ووقاحة وابتذال أخلاقي لا حدود له لهذا الجيش الفاشي المجرم الذي يتّخذ التجويع الجماعي للفلسطينيين سلاحا قذرا في هذه الحرب، ثمّ يرمي بالمسؤولية على الضحية، على طريقة “رمتني بدائها وانسلّت”.

ما يجري في غزة من تقتيل وتجويع ممنهج سيبقى وصمة عار في جبين العالم كله.. لا يعقل أن يعجز العالم عن إغاثة سكان القطاع ويكتفي بالتفرّج عليهم والاحتلال يقتلهم كل يوم بالرصاص والقذائف أو الجوع والأمراض في عملية إبادة غير مسبوقة.. والغريب أنّ دولة كبرى كالولايات المتحدة تدعّم الاحتلال وترفض الضغط عليه لوقف الحرب وفتح المعابر على مصراعيها للمساعدات الإغاثية المستعجلة، ثم تقوم بإنزال جوي لفتات المساعدات على غزة، إنها كمن يقتل القتيل ويسير في جنازته!

 

الشروق أونلاين

 

حسين لقرع /كاتب جزائري

  

         

بحث