الساعات الأخيرة قبل أن ينتحر نتنياهو

اثنين, 29/01/2024 - 13:35

وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن رفض الرئيس السيسي تلقي مكالمة من نتنياهو، كان ينوي فيها رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية منتهية الصلاحية مناقشة مسألة محور فيلادلفيا المحسومة مصريًا.

 

يصمم نتنياهو وحكومته المتطرفة على استكمال مسلسل الانتحار حتى آخر حلقة على ما يبدو، فهم لم يكتفوا باتساع رقعة الصراع إلى مسارح برية وبحرية خارج حدود غزة والأراضي المحتلة، بل يسعون بشكل مريب إلى العبث بمعاهدة السلام مع مصر، والتي استقرت لعقود بعد سنوات من الحروب والصراعات.

 

ماذا يريد نتنياهو؟ربما تظهر الإجابة بين جنبات تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، التي قالت بوضوح إن نتنياهو " ليس رجل هذه اللحظة الحرجة"، فهو يستخدم الحرب كأداة سياسية لإنقاذ حكومته، ويقطع الطريق على كل محاولة جادة للتوسط من أجل إنهاء الصراع.

 

تقرير نيويورك تايمز يعكس الإحباط الأمريكي المتنامي من أداء نتنياهو وحكومته، ليس إحباطا على مستوى إدارة بايدن فقط، وإنما كذلك على مستوى عدد من الصحفيين والمفكرين، رغم الدعم الأمريكي شبه المطلق لإسرائيل.

 

الإحباط الأمريكي ليس انتصارا لضحايا غزة، فهذه ليست المرة الأولى التي تدمر آلة القتل الإسرائيلية آلاف الأسر الفلسطينية، لكنه إحباط ناتج عن يقين بات مستقرا لدى الأمريكيين من أن نتنياهو لا يملك خطة حقيقية ولا أهداف واقعية.

 

نتنياهو تحركه غريزة البقاء، البقاء في الحكومة من أجل البقاء خارج إطار المحاسبة التي ربما تنتهي به سجينا مطالبا بدفع فواتير سنوات عديدة، ليس فقط لمسؤوليته السياسية عن الإخفاق الأمني الفادح الذي فتح ثغرات 7 أكتوبر، وإنما فواتير تهم الفساد التي حاول بكل الطرق أن يفلت منها ويتحايل عليها طوال سنوات.

 

التشكيلة الحكومية المتطرفة الحالية كانت غطاءً جيدًا لكي تعمل تلك الغريزة بكامل طاقتها، فهي -الحكومة- ستصبر على نتنياهو طالما أنه يحصد أرواح الفلسطينيين، ونتنياهو لا يريد أكثر من كسب الوقت.. موقف رابح للطرفين.

 

لكن هذه المعادلة المختلة التي تسيطر على المشاهد منذ ما يزيد عن 100 يوم، لا تستطيع الصمود لفترة أطول، فأصوات تذمر الشارع الإسرائيلي وأسر الرهائن تحديدا تتعالى يوميا، ولو كانت الحكومة المتطرفة ستصبر في سبيل إراقة المزيد من الدماء، فإن هؤلاء الغاضبون لن يصبروا على ذويهم، خصوصا مع إعلان كتائب القسام المستمر عن وقوع قتلى في صفوف الرهائن بفعل القصف الإسرائيلي لطائرات لا تعرف حتى اللحظة أين هؤلاء الرهائن.

 

هذا المشهد، يخبرنا عن القادم، فنحن أمام سيناريوهان:الأول أن يُنحّى نتنياهو -بأي شكل- قبل أن يقرر الانتحار الكامل وفتح كل الجبهات علّه يضمن البقاء، والثاني أن يتحقق الانتحار وتشتعل حرائق في المنطقة وربما عالمية لا أحد يعلم متى تنطفئ.. المؤكد أننا في الساعات الأخيرة قبل أن يقرر نتنياهو الانتحار!

  

         

بحث