منذ ان بدأت مهرجانات المدن القديمة،والدولة تصرف الأموال الطائلة من اجل مسح الغبار عن الكنوز الثمينة المطمورة في هذه المدن،والتي تجسد الهوية الثقافة الاصلية للبلد،وسكانه..وكذلك نفض الغبار عن كنوز المخطوطات التي تغص بها المكتبات القديمة المنتشرة في كل ركن من أركان هذه المدن.
وحتى تظهر للعالم القيمة الأثرية لهذه المدن ،وما تحتضنه من كنوز علمية واثقافية قيمة وجهت جزءا كبيرا من هذه الأموال نحو وزارة الثقافة الراعي الرسمي لهذه المهرجانات،وذلك من اجل ان تحظى بالمستوى الائق بها على المستوى الداخلي والخارجي.
لكن يبدو ان الأيدي المسؤولة عن صرف المبالغ الموجهة للإعلام المستقل غير أمينة، بحيث انها لا تصرف من هذه المقدرات الكبيرة غير النزر القليل،وتخص به جهات مقربة منها،واخرى قليلة تخاف السنتها من (مهرجي ومتملقي)البشمركة،الذين يصبحون ويمسون متسمرين على أبواب الوزير،والأمين العام،ومدراء الصحافة في الوزارة.
كان لدي اعتقاد بأن الذين تم تكليفهم بإدارة الصحافة لديهم الجرأة على رفض الاستسلام لضغوط مثل هؤلاء،والعمل بقناعتهم التي تلزمهم توجيه الحق الى أصحابه،من الذين يرون في التهريج،والتملق خلق مخالف لمنهج وضوابط وأخلاق الصحافة،ويديرون مؤسسات تنبض بين القراء على ارض الواقع،ليست مجرد وهم يقتات اصحابه على الآستجداء والابتزاز..
كما كان لدي يقين بأن الوزير لن يكون لعبة بين ايدي ” اللوبي “الذي يسيطر على كل صغيرة وكبيرة في الوزارة..وذلك لما اسمع عن “المكاريزما” القوية التي يتمتع بها في تسييره للإدارات التي سبق وأن قادها،والتي يشهد له من تركهم وراءه فيها بالصرامة وتوخي العدل.
لكن يبدو ان” لوبي” الإعلام في وزارة الثقافة تمكن بيده المفسدة من زمام التسيير ..واستحوذ على مقدرات الصحافة المستقلة في مهرجان ولاته،تماما مثل ما يفعل كل سنة،وحرم منها من هم خارج دائرة( المهرجين والمتملقين..)..في ظل حكامة وزير يشهد له بالعدل والإستقامة..ونظام يرفع شعار محاربة الفساد.