حينما يتأكد الظمآن الخائف أن السراب ليس ماء ... 

سبت, 26/08/2023 - 15:18

الجمهورية العطشى بين البحر و النهر و تحت المطر المنهمر تعيش ليلا داماسا و نهارا مظلما ، في كل حين تخذلها نخبة استولت على أمرها و فرضت عليها صياغة قرارها و تدبير شأنها و التحكم في خياراتها و تتكالب على كل مصلح احزنه الواقع و شفه حال الشعب الكسير الأسير في وطنه المهاجر هجرة المخاطرة بالنفس حفاظا على النفس و الشرف و العزة والكرامة بعد أن علا شأن  شواذها وهان موضع احرارها و نكست اعلام رفعتها و قد اثخن الخل جراح خليله و تعمد السيد طمر موؤدته و فرض القوي على الضعيف الخوف حتى لا يعبر عن ألمه و حتى لا يكسر الهدوء المبارك والصمت المطبق على جنازة وطن ولد في أنبوب صدئ و تحت إشراف خبراء سلاح تقليدي فتك بشعب يختطف النظر تارة و يسطو على بعضه ليكمل دورة الحياة  وليبقى خلف مشهدِِ ضبابي القناعة رمادي المناعة حديث التجمعات بسيط الطموح عبثي الحكامة     .

يقوده اليوم مارك و ماسك و تطبيقات تيك توك وسناب  من داخل غرفه  المنفتحة انفتاح الصحراء على ضفاف النهر و فوق موج البحر حتى غدت بيوت ظلت مغلقة و مضارب عاشت منعزلة تهتز في غرف نومها صبايا و مراهقين عبثت ببراءتهم حياة أمم تعاني حصاد تحررها من قيم الجنس البشري و تصر على أن تفتن كل امة خالفتها النهج و العقيدة .

حينما اذهب بعيدا لمرحلة التأسيس و ما قبلها فلأن لحظة الوطن تعود بي مكرها إلى البداية و ما قبلها حين كان الوطن الوهم غيمة حيث تمطر ،و سنبلة حين تخرج ،و نخلة حين تبسق ،وسمكة حين تُصطاد و بهيمة انعام حين يرتفع صوت راعيها مزمجرا او حاديا  ، فقلق ما قبل التأسيس و سحنة الحزن التي رافقته   تُرتسم اليوم على وجوه اغلب احرار الوطن و حرائره و هم  عطشى و جياع و خائفين ، و في أعتى قلاعهم تنتهك حرمات قادة و سادة  و يصادر  القانون ويتلاعب هواة غير مهرة بصبر الضحايا و عواطف آخرين ، و لا حديث عن قيم ونبل  سلوك منتصر يحتفي بنصره بين تاريخ وطن يحرق و شعب تزهق ارواحه ونخبة حبست أنفاسها وهي تنتظر حصتها من كعكة  اكلها اللصوص حين سطوا  في ليلة ماطرة ومظلمة على حصاد  الوطن 

 

    إنما الحاصل ، تأكيد تشجيع سلوك الهز والغمز و اللمز  في القصر و المقر و الثكنة و على الضفاف ، و بعيدا على اسوار المكسيك تستباح حياة فلذات اكبد المحتجزين داخل مربعات الوطن النتنة المنتهبة ، فإلى متى ..... ؟

بقلم سيدي عيلال

 

  

         

بحث