يعد الاستثمار في مقتبل العمر من أهم الخطوات التي يجب على الإنسان القيام بها، فتعامل الفرد بجدّية مع شؤونه المالية وهو في العشرينات من العمر، يضمن له الاستعداد لمستقبل أفضل، حيث يعتبر الوقت من أثمن الموارد التي يجب على الجيل الشاب استثمارها.
ويميل معظم الأشخاص في العشرينيات من العمر للاكتفاء بتأسيس أنفسهم مهنياً وعلمياً، في حين أنهم يعمدون إلى إنفاق أموالهم على كل ما يرغبون فيه، مهملين فكرة أن مراكمة هذه الأموال واستثمارها في المكان الصحيح، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في نجاحهم المالي، ويضع حجر الأساس لتنمية ثروتهم لعقود مقبلة.
ورغم أن الأجيال الجديدة باتت أكثر انفتاحاً وتطوراً، إلا أن هؤلاء يواجهون صعوبة في وضع أنفسهم على المسار الصحيح، الذي يمكِّنهم من بناء نهج مالي مستدام، يعزز من فرصهم في تكوين ثروة والوصول الى "التقاعد" الذي يحلمون به، حيث يرى الخبراء أنه يجب على من هم في العشرينات من العمر، الالتزام بدءاً من الآن بسبع قواعد تمكِّنهم من ضمان نجاحهم المالي لعقود قادمة والتي هي كالآتي:
ابدأوا بأي خطة
تخلصوا من رغباتكم الشرائية
ادّخروا من اليوم
لا تهتموا بما يمتلكه أصدقاؤكم
لا تدعوا أحد يدخلكم في المتاهات
تعلّموا أساسيات التعامل مع المال
راجعوا استراتيجيتكم باستمرار
ابدأوا بأي خطة
يقول خبير الإدارة المالية حسان حاطوم في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إنه كلما أدرك الشخص أهمية وضع ضوابط تحدد مساره المالي في عمر مبكر، كلما زادت حظوظه في تنمية ثروته في مراحل عمرية لاحقة، مشيراً إلى أن أغلب من هم في العشرينات من العمر، يركزون فقط على تأسيس أنفسهم علمياً ومهنياً ويهملون وضع خطة تحدد أولويات الإنفاق والادخار الشهري.
وشدد حاطوم على دور الخطة المالية، حتى لو لم تكن مثالية، في رسم المسار المالي للجيل الشباب ومساعدته في معرفة أين يريد الذهاب، فعلى هؤلاء البدء بهذا الإجراء فور دخولهم لسوق العمل.
تخلصوا من رغباتكم الشرائية
وبحسب حاطوم فإن معظم من هم في العشرينيات من العمر، يميلون إلى إشباع رغباتهم الشرائية عبر الإنفاق العشوائي للأموال على كل ما يرغبون فيه، حيث أنه وفي حال عدم التخلص من هذه العادة، يجد المرء نفسه بعد فترة من الزمن مثقلاً بالديون، لافتاً إلى ضرورة قيام الشباب بتغيير طريقة إنفاقهم للمال والتدرب على التحكم في رغباتهم الشرائية، من خلال الاقتناع أنه لا يمكن للشخص الحصول على كل شيء يريده، وفي حال تمكن الفرد من التخلص من عادة الإنفاق غير المدروس لإشباع رغباته الشرائية، سيجد أن ثروته ستتزايد مع مرور الزمن.
ادخروا من اليوم
ويرى خبير الإدارة المالية أنه من الضروري على من هم في العشرينات من العمر، إعطاء جمع الأموال أولوية قصوى، والبدء بالادخار من اليوم، فالقدرة على بناء المدخرات وتحويل هذه العادة إلى مفهوم مستدام، يتيح للفرد إمكانية تكوين مؤونة مالية، يمكن استخدامها في عمليات استثمارية في مرحلة لاحقة من عمره، مشيراً إلى أنه من النصائح المفيدة التي يمكن تقديمها في هذا الإطار، فتح حساب ادخار مصرفي يضع فيه الفرد جزءاً من راتبه الشهري، مع الالتزام بعدم المساس بهذه الأموال، إلى حين وصول الوقت المناسب لاستثمارها في المكان المناسب.
لا تهتموا بما يمتلكه أصدقاؤكم
ويضيف حاطوم إن من هم في العشرينات من العمر، دائماً ما يركزون اهتماماتهم بما يمتلكه أصدقاؤهم، وهم يحاولون مجاراتهم بما أمكن لهم من قدرات مالية، وصولاً إلى فكرة الاستدانة للحصول على سيارة جديدة أو السفر، وحتى ارتياد المطاعم الفاخرة بشكل متكرر، مشددة على ضرورة أن يقوم الشباب بالتوقف عن الاهتمام بما يمتلكه غيرهم، حيث أن هذا النمط قد يدفع بهم نحو تبنّي عادات مالية غير صحية، تغرقهم في الديون، وذلك من أجل مواكبة أشخاص غير مكترثين بمستقبلهم المالي.
لا تدعوا أحد يدخلكم في متاهات
بدورها شددت خبيرة المحاسبة رنى قاسم في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، على وجوب عدم انجراف الجيل الشاب، وراء المغريات التي تدخلهم في متاهات، تؤدي إلى وقوعهم ضحية أمور لا يفهمونها وتتسبب بخسارتهم للأموال، مشيرة إلى أنه في السنوات الأخيرة، اكتسبت العملات المشفرة نصيبها من العناوين الرئيسية في عالم الاستثمار والربح السريع، وقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي، إلى أدوات يستخدمها بعض أصحاب العملات المشفرة، للإيقاع بالشباب، وإقناعهم بضرورة الاستثمار بهذه العملات الرخيصة، مع وعود بتحقيق الربح السريع، ليتبين لاحقاً عدم صحة هذه الادعاءات.
وبحسب قاسم فإنه مهما كان المنتج الذي يتم الاستثمار فيه، يجب على من هم في العشرينات في العمر، فهم سبب قيامهم بذلك، إضافة إلى التعرّف على سجّل المنتج وتكاليفه والمخاطر المرتبطة به، داعية الشباب إلى عدم التذاكي والاستثمار فيما لا يفهمونه.
تعلّموا أساسيات التعامل مع المال
وتقول خبيرة المحاسبة إن من هم في العشرينيات من العمر، ليسوا مضطرين لأن يكونوا خبراء ماليين، بل يكفي فقط اطلاعهم على أساسيات التعامل مع المال، وأن يكونوا قادرين على فهم وتقييم ما يجري حولهم من تطورات اقتصادية، وذلك كي يتمكنوا من تحسين قراراتهم المالية، بناءً على ما يجري من حولهم، لافتة إلى أن هؤلاء يمكنهم التدرب على ذلك من خلال الكتب أو الموارد المجانية، والمحتوى الذي تقدمه الشركات المالية على شبكة الإنترنت، أو حتى من خلال الحديث مع مستشار مالي.
حدِّثوا استراتيجيتكم باستمرار
وترى قاسم أن التغيّر المستمر في ظروف الحياة، يفرض على الفرد تحديث استراتيجيته المالية، وإجراء التعديلات عليها، للتأكد من أن الطريق التي يسلكها ستوصله إلى الهدف، فمراجعة الفرد لوضعه المالي باستمرار، تعتبر من أفضل الأساليب التي تتيح له السيطرة على الوضع، وعدم تحمل مخاطر قد يكون سببها الوضع المالي العام، مشيرة في هذا الإطار إلى أن الاستراتيجية المالية، التي يضعها الفرد بعمر الـ 20 عاماً، قد لا تكون صالحة عندما يبلغ الـ 25 أو حتى الـ 30 عاماً، ومن هنا فإن النصيحة الأكثر جدارة بالثقة في هذه الحال، تكون بتحدّيث الاستراتيجية باستمرار، بما يتوافق مع الظروف الخاصة للفرد والجو الاقتصادي في البلد الموجود فيه.
س نيوز