سؤال يشغل بال الموريتانيين سواءً كانوا داعمين لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني متشبثون به حريصون على إستمراره وبقائه ، أم كانوا في الطرف الثاني مناوؤن للنظام ينتظرون لحظة ضعفه وسقوطه ؟
من البديهي الواضح أن النظام الحالي يختلف جذريا عن أغلب الأنظمة التي حكمت موريتانيا باستثناء نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع ويتجلى وجه الشبه بين النظامين في اعتماد كل منهما على البعد الاجتماعي .
للنظام الحالي تحالفات داخلية قوية على مستوى جميع الولايات تقريباً . ولاشك أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد إستفاد من تجربة سلفه ولد الطايع بخصوص العلاقة بالمؤسسة العسكرية .
من جهة ثانية ومن حظ النظام الحالي تراجع تأثير بعض الحقوقيين و السياسيين ( بيرام الداه أعبيد . زعماء المعارضة الراديكالية… ) وقبل كل هذا وذاك نجاحه في وضع حد لنفوذ الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز .
إنطلاقا من هذه القراءة للواقع المحلي الوطني فإن نظام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني قوي للغاية و سيعمر لعقود من الزمن وسيتناوب على الحكم رجال ثقته و قادة أركانه .
لكن هذه القراءة تهمل جانبا قد يكون أكثر أهمية وهو البعد الخارجي ( الدولي ) فمنطقة غرب إفريقيا والساحل أصبحت تدخل في حسابات وخطط قوى عالمية : روسيا . الولايات المتحدة الأمريكية . فرنسا
وهو مايجعل بقاء أي نظام في المنطقة مرهون بتجاذبات وصراعات دولية لاتقوى الحكومات المحلية على مجابهتها أو التأثير فيها .
والدليل على ذلك الانقلابات والهزات ذات البعد الخارجي التي ضربت دولا مثل : مالي بوركينا فاسو و النيجر…
ولاشك أن الموقع الاستراتيجي لموريتانيا المطلة على المحيط الأطلسي يجعلها أكثر أهمية بكثير من مثيلاتها في منطقة الساحل .
لن تقوم أي دولة عظمى بغزو موريتانيا عسكريا فزمن الإستعمار ( بهذه الطريقة ) قد ولى.
لكن أنظار هذه الدول ستظل موجهة إلى الوضع الداخلي تتحين فرصة للإنقضاض . ولاشك أن الاكتشافات الهائلة من الغاز الطبيعي قرب السواحل الموريتانية والمياه المشتركة مع الجارة السينغال كلها مؤشرات ستجعل بلادنا تدخل في حسابات وتوازنات قوى دولية تتكالب على المنطقة حاليا وقد وصل هذا التكالب الحدود الشرقية لبلادنا مع قيام مرتزقة فاغنر الروسية بدوريات على مقربة من التراب الوطني .
وعليه وبالعودة إلى السؤال عن طبيعة التهديدات التي تواجه نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يبدو من خلال ماسبق بأن الوضع الداخلي يوحي بقوة النظام و تماسك أركانه
ويبقى تأثير العامل الخارجي على الوضع الداخلي في المنظور المتوسط و البعيد بمثابة الخطر الذي يتهدد النظام . ففي منطقتنا اليوم إما أن تكون مواليا للشرق ( روسيا و الصين ) أو الغرب ( الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا )
الحسن ولد سيد عايش
مدير قسم التحرير بوكالة كيفه ميديا