أهل الله و خاصته
حضرنا مع المرابط الحاج ولد فحفو ،رحمه الله لصلاة الجمعة في جامع كرو الوحيد آنذاك عام ١٩٧٣م وتخلف الخطيب فاقترب المؤذن من المرابط الحاج وهمس له بأن الإمام غائب وأن الانتظار لحضوره قد طال - فهمت هذا من نبرة المرابط عندما رفع صوته كالرافض- إلا أنه استجاب وصعد المنبر، وما هي إلا كلمات مباركة قليلة وذكر آية أو حديثا وترتفع الأصوات بالبكاء والنشيج الذي سيطر على المصلين ؛ ثم كان الوقت آخر الصيف واشتداد الحر فدعى المرابط بأحاديث مأثورة في الاستسقاء؛ فوالله الذي لا إله إلا هو إن المطر نزل بقوة وهو على المنبر؛ وزاحمنا المصلون في براحة المسجد وحوشه حتى وقفنا من شدة الزحام؛ فنزل وصلى بنا ثم خرجنا والماء يملأ الشوارع؛ ولم يبلغنا استجابة الله تعالى لأحد من أوليائه بهذه السرعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان في ذلك المشهد، فرحم الله المرابط الحاج رحمة أوليائه الصالحين؛ وعباده المخلصين؛ وثبت الله له ما أنفقه من وقت في نشر العلم الصحيح .
د.محمد الأمسمي