لهذه الاسباب...لا تبنوا أحواضا ولا خزانات تصريف الحمامات في منازلكم

أحد, 07/05/2023 - 12:13

لعلها صدفة عجيبة تلك التي جعلت عم الصبي سيد احمد هو نفسه الرجل الذي طالما حاول اقناعي باقامة خزان تصريف منزلي،وآخر للماء الى جوار مرأب للسيارة..محمد سالم بناء ماهر ورجل شريف ناصح شيد معي بيتا بصبر كبير ونزاهة في التعامل،وحين وصلنا المراحل النهائية فوجئ لكوني أرفض فكرة وجود خزان تصريف و خزان مائي ومرأب في البيت،فالقطعة الأرضية تسمح بذلك،وكان ردي واضحا وهو أن السيارة لاتستحق مهما علت ركنها في غرفة طويلة يمكن استخدامها كمسكن لأشخاص آخرين من لحم ودم، ناهيك عن الأخطار المصاحبة لبقائها في البيت،أما تصريف الفضلات و خزان الماء فليبتعدا قدر المستطاع من البيت.

أذكر أن مهندسا من أصدقائي بحث يوما عن ولده الوحيد بعد أن عاد الأطفال الى البيوت مساءً،وبحثنا معه عن الفتى جميعنا لكن بلافائدة،حتى دوت فجأة صرخة عظيمة، كانت من الأم اذ وجدت نفسها أمام جثة ابنها وهي تطفو في خزان مائي مفتوح بالكامل..لن أصف المشهد ولن أصف ماحدث بعده للرجل وزوجته ولنا جميعا ولكل من سمع بالحادثة،فمن هنا كرهت تلك الأحواض وتصريفها وتصرفها في الأطفال قبل الفضلات..وكنت أقول لمحمد سالم إن استخدام حفاظات للكبار والصغار أفضل بكثير من هذه المسابح القاتلة..

المؤلم ان محمد سالم وهو يحدثني هذه الأيام من بيت أخيه كان يبكي،وما أصعب بكاء رجل كبير..طبعا لامندوحة من الموت ولامناص من لقياه لكن الله أمرنا باعتبار الأسباب..فلنمسك جميعنا وسيساعدنا العجز، ولنهجر المرحاض والكنيف،حتى يقرر سادتنا أن تصريف الفضلات القليلة هو أبسط حقوقنا عليهم كمواطنين لايأكلون كثيرا ولايحتاجون لمجاري تصريف كتلك التي تتمدد تحت كبريات المدن.

إن مسؤولية موت الأطفال في مثل هذه الأخاديد النتنة تقع بلاشك على عاتق جميع من حكمونا ومن حملوا بتكليف منهم حقائب الوهم الوزارية..آن الأوان حقا لكسر هذه المقاصل العائمة او لنوزع على المواطنين سما يريحنا جميعا من التعايش مع ساسة يريدون لأبنائنا الموت غرقا في بحر من الفضلات ولأولادهم السباحة في مسابح من المرطبات.

شعب لايشترط في طعامه الثلاثية(مقبلات طبق ساخن تحلية) لايحتاج ميزانية ضخمة لصرف فضلاته وبطريقة آمنة ومحترمة،لكن من يهتم.!

 

تدوينة بقلم/ محمد الأمين محمودي

  

         

بحث