المنسيون ... 

 

يقول الكاتب والمفكر الإنجليزي آنتوني بوزان "ذكورية القرارات جعلت عقل الوعي لايبحث عن الإبداع في المرأة بقدر ما يبحث عن الجمال " 

الجميع يعرف نجمة السينما وأوسكر العالم بالتسعينيات ،،آنجلينا جولي فويت،، في ثوبها كممثلة أكثر من ناجحة ووجهها كماركة للتسويق ملأت الدنيا وشغلت الناس ،لكن عندما حاولت الإخراج وتميزت في فيلمها العظيم " Unbroken" الذي حاز أكثر من نصف جوائز العام 2014 

في خرجتها الأولى بعد ذالك قالت : كان دائما لديّ ما أقدمه في السينما كرسائل عظيمة تمس من مّن عاشوا المعاناة حول العالم لكن لا أحد كان يقْبلني كمخرجة ،الجميع كان يبحث فيّ عن آنجلينا الثانية .... 

يقول راسل إن السينما هي نَفَس الثقافة وهي رسائل الشعب والتربية المجانية.

لا أجد وصفا أدق ولا أعمق ، كل تخلف موريتانيا يعود إلى فقر الساحة الوطنية من صراع الأفكار وافتقارها للمثقفين وغياب السينما فيها .... 

 السينما بكل أبوابها هي شيء مقدس وعمل جماعي وتربية مجانية يتلقاها الجميع لذلك يجب أن تكون رسائلها مشبعة بقيم الشعوب والرسائل الخالدة والعلاجات والوقايات الإجتماعية لكن للأسف السينما في موريتانيا ضحية الثقافة والثقافة ذبيحة الكلام المنظوم ( الشعر ولغن ) وحراس الهمزة والتاء 

هنا سنتحدث عن فرد اقترن اسمه وحفظت صورته في قاموس السينما الوطنية " آمي محمد الأمين" 

تمارس هذه الأخت الفن كهواية مثل غيرها لكنها تتقمص أدوارها بمستوى من الإبداع أكثر من الإحترافية نفسها ، تقدم هذه المرأة عملا جبارا منذ سنوات في صمت تزينه بظاهرية أخلاقها العظيمة في سترها وكلامها وبساطتها وانخراطها في أدوار الأم الضائعة دائما أو المعيلة الأخلاقية دائما ماكانت تعيشه بدقة لا متناهية كأنها عاشته واقعا لمرات ومرات ..... 

ماتقدمه هذه المرأة -لبساطتها وغيابها عن عالم الفيسبوك وعالم الفاشينيستا - لايحمد علانية بتكريم ولايشكر سرا بحروف فهل يعقل أن تكون ذكورية القرارات كما قال بوزان لاتبحث عن الإبداع في المرأة ؟؟ 

هل كانت آنجولينا جولي على حق وهي تقول أن لديها ماتقدمه دائما للذين عاشوا المعاناة لكن الجميع كان يبحث فيها عن آنجولينا ثانية. 

قطعا إن لدى آمي ما تقدمه للذين عاشوا المعاناة بقيم راقية وبساطة وإبداع فلماذا هذا التعتيم ؟؟؟

 

 هل كتب علينا أن لا ننصف الإنسان حيا ولا نقدر عمله أو نجحد ما يقدم لنا أم أننا نعيش زواجا مارونيا مع الفشل ماجمعه الرب لايفرقه الإنسان .... 

#العاتيات

بقلم/ محمد محمود أحمد عتي