الأديب سيدي محمد ولد الكصري (1852- 1929م)
هو سيد محمد بن باب أحمد بن الشيخ بن المختار (الگصري)، (نسبة إلى “گصر البركه” موضع في الجزء الغربي من ولاية تگانت وهو الموطن الأصلي لهذه الأسرة).
ولد الشاعر سيد محمد ولد الگصري في ولاية الترارزه وتحديدا في بتلميت، وتلقى تعليمه الأولي (مبادئ النحو والعربية والفقه) على يد والده بابا أحمد ولد الشيخ، بعد ذلك توجه إلى العلامة الشيخ بابا ولد الشيخ سيديا فاخذ عنه العلوم التي تدرس في محظرته.
ظل ولد الگصري رحمه الله يرحل بين أشياخه في بتلميت وأهله في تگانت إلى أن استقر في تكانت بداية القرن الماضي، إلا أنه مع ذلك ظل وفيا لمنطقة الكبله وأشياخه هناك؛ حيث ظل على صلة وثيقة بأشياخه، فقد رثى شيخه باب بقوله:
صدرايتْ رَكسْ أهل الحاجاتْ = = الْ كان انغرستْ ما تنسلْ
گالُ عنه طاحتْ ووفـــــــــات = = غير احمدت العالِ لكملْ
ما طاحتْ صدرايَ خــــــلاّت = = اجدره وورگه والظــــلْ.
نبغ ولد الكصري في مجال الأدب الشعبي فاحتل مرتبة متقدمة في مصاف كبار الأدباء بحكم قدرته وتمكنه في هذا المجال؛ حيث كان شعره متماسكا لا تكلف فيه ولا تنافر، كما كان غيورا على الأدب، لا يرى أن كل من هب ودب في متناوله أن يصبح شاعرا أديبا.
يقول ولد الكصري:
نبغ نجبرْ حد الْ لبتيـــــــتْ = = يتقنْ لبتيت إلى خليــــتْ
فيد لبتيتْ انعودْ انجيــــــتْ = = من حق.. درتُ فيد امينْ
بي غارش عن ضرّيــــتْ = = بيه الى درت بين أيدـينْ
الْ ماه أمين اعليه، ابتيت = = البظان ال ماه امتيـــــــن
وآن شبتْ ؤول آدمْ شابْ = = ضرر لبتيتْ اعليه امتين
واتركت، عمّلت ارتكاب = = افلمر اخف الضرريـــن.
لم يؤثر عن سيدي محمد ولد الكصري شعر عربي فصيح رغم معرفته الواسعة باللغة العربية وعلومها وآدابها، ولعل مرد ذلك إلى أنه رأى التعبير في الأدب الحساني أكثر جدوائية ووضوحا منه في الفصيح.. فقد نظم به الكثير من المسائل خاصة تلك المسائل التي لم تحظ بالعناية الكافية من طرف أصحاب الفصيح.. مثل منظومته الحسانية حول أحكام الأرض التي يقول فيها:
شريعت لرض أراعيهَ = = ننظمه للّ يبغيـــــــــــــــــه
ؤنعزِ گدْ الگايلْ فيـــه = = عزو اصحيحْ امن اكلامْ الله
ؤگولْ انبيه ؤ ذ بديه = = واكلام العلمَ ما ننســـــــــاه.
كما اتخذ سيدي محمد ولد الكصري من الشعر الحساني وسيلة للتعبير عن مشاعره وعواطفه الجياشة، فإذا ملنا إلى استنطاق نصوص هذا الأديب وجدنا أن له –كغيره من أفاضل شعرائنا الحسانيين- عاطفة دينية جياشة، فكثيرا ما نجده نادما على كل ما صدر منه متضرعا إلى الله عز وجل منكسر الخاطر، بإيمان لا يتزعزع.
يقول ولد الكصري:
نسبگ باسم الله الرحمن = =الرحيم الحمـــــــــــــــــــد لله
ؤصليت اعل سيد عدنان = = ؤسلمت اسلام انگول ؤراه
خالك واحد من ذ كنت = = مرتاعْ امن اذنوب حـت
تايبْ لكْ يلل مبــــــتّ = = من فعلُ واكلامُ واغـناهْ
كريم ؤغفور الّ انت = = ؤهو جَلبُ شوركْ وساه
لا اله الاا انـــــــــت = = محمدرسول اللـــــــــه.
قلما تتخلف العاطفة الدينية في أدب ولد الكصري حتى ولو كان غارقا في ادكار أطلاله ومرابع أهله وأحبته:
لا بد من دهر ؤراي = = بعد اج، وانعود ارواي
تشتد اخبار، واغناي = = ذكر فيه أدرَسْ ماهْ اجديدْ
يسول عن حد امعايَ = = گط ادرك دهر ماه ابعيد
واتم الدني خـــــلايَ = = ما خسرت، وإتم انواشيدْ
واكفسْ وإنيمِ والظاي = = ينتزلُ، ذاك الدهر أكيد
افنَ بنايْ البنــــــــايَ = = وانقرض ملوك اصناديدْ
ؤهذاك ادليلْ اعل افنايَ = = وارحمنِ لا جيتكْ وحيد
يلِّ ما تفن، وارجاي = = لا خاب افكرمك يالمجيد.
أحب سيد محمد مروج تگانت الخضراء وسهولها الفيحاء.. وققممها الشماء ربما لا لذاتها وإنما لأنه كان يألفها -وهي منازل الأهل والأحباب- أيام اللهو والصفو في ريعان الشباب فهو كما يقول الشاعر الفصيح:
أمر على الديار ديار ليلى = = أقبل ذ الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي = = ولكن حب من سكن الديارا.
فلنستمع إليه وهو يخاطب واد لمريفك:
كالحمد ال يواد = = لمريفگ واكتن راد
الله اعليك ابعاد = = الدهر ال غـــــلاك
ؤخسرت حالت لبلاد = = ؤعدت انت لل جاك
ماه انت ذاك ؤعـــاد = = ذ ماه دهر اغــــلاك
عدت آن مـــــان زاد = = سيد محمـــــد ذاك.
ويقول أيضا مخاطبا دار إبلغان:
يامس دار إبلغانْ احيات = = ذاك ال شكيتْ انّ ماتْ
اگبلْ من تلياعِ وامحات = = من لخلاگ ال خاطــيه
واتلفت اعليه مــــرات = = كيف ال ناس ش فيــــه
واعگبتْ امنين ابعيد ابگات = = وانبيت اتلفت اعليه
تلفيت من ماخـــــــلات = = فظل لاه نكره بـــــــيه
وال نبغ ذ ال موجود = = اتل فالدني راعيـــــــــه
مان فيه موجود انعود = = نكرهه واللّ نبغيــــــه.
الكنتي.كوم