يُحكى أنه في قريةٍ صغيرةٍ نائية، وصلتْ رسالةٌ من وزارة التعليم إلى إدارة المدرسة أن مفتشًا من الوزارة سيأتي لزيارتها، وفي اليوم الموعود انطلقَ المفتشُ بسيارته ولمّا صار عند أول القرية تعطلتْ سيارته، فرفع غطاء المحرك ووقف عاجزًا لا يعرف أين العطل فضلًا عن أن يستطيع إصلاحه لو عرفه..
وبينما هو على هذه الحال مرَّ به طفل صغير في العاشرة من عمره وعرض عليه المساعدة.
قال له المفتش : وما أدراكَ أنتَ بأعطال السيارات!
فردّ عليه الطفلُ : أبي ميكانيكي وأنا أساعده أحيانًا، قد أستطيع إصلاحها!
خلّى المفتشُ بين السيارة والصبي، ولم تمضِ عشر دقائق إلا والصبي يقول للمفتش : سيدي أدِرْ محرك سيارتك!
وكم كانت دهشة المفتش عظيمة حين اشتغلت السيارة
شكر المفتش الصبي ثم سأله : لماذا أنتَ لستَ في المدرسة؟
فقال الصبي : اليوم سيزور مدرستنا مفتشٌ من الوزارة وقد أمر مدير المدرسة كل الطلاب الأغبياء بعدم الحضور!
العبرة من هذه القصة أن كل إنسان لديه ما يقدمه للآخرين ،وإن كان ضعيفا في أحد جوانب الحياة فمن المؤكد أن لديه جوانب قوي فيها فلا تحكم على أحد من تصرف واحد أو اختبار واحد ،فلكم أبهر ناسٌ مهمشون العالمَ كله بإبداعاتهم