مناسبة أجمل قصائد الشاعر العراقي معروف الرصافي ،،لقيتها،،

أحد, 13/11/2022 - 15:31

فمنظر الحزن مشهود بمنظرهاوالبؤس مرآه مقرون بمرآهاكرّ الجديدين قد ابلى عباءتهافانشقّ أسفلها وانشق أعلاهاومزّق الدهر ويل الدهر مئزرهاحتى بدا من شقوق الثوب جنباهاتمشي بأطمارها والبرد يلسعهاكأنه عقرب شالت زباناهاحتى غدا جسمها بالبرد مرتجفاكالغصن في الريح واصطكّت ثناياهاتمشي وتحمل باليسرى وليدتهاحملاً على الصدر مدعوماً بيمناهاقد قمّطتها بأهدام ممزّقةفي العين منثرها سمبحٌ ومطواهاما أنس لا أنس أنيّ كنت أسمعهاتشكو إلى ربّها أوصاب دنياهاتقول يا ربّ لا تترك بلا لبنهذي الرضيعة وارحمني وإياهاما تصنع الأم في تربيب طفلتهاأن مسّها الضرّ حتى جفّ ثدياهايا ربّ ما حيلتي فيها وقد ذبلتكزهرة الروض فقد الغيث أظماهاما بالها وهي طول الليل باكيةوالأم ساهرة تبكي لمبكاهايكاد ينقدّ قلبي حين أنظرهاتبكي وتفتح لي من جوعها فاهاويلمّها طفلة باتت مروّعةًوبتّ من حولها في الليل ارعاهاتبكي لتشكوَ من داءٍ ألم بهاولست أفهم منها كنه شكواهاقد فاتها النطق كالعجماء أرحمهاولست أعلم أيّ السقم آذاهاويح ابنتي أن ريب الدهر روّعهابالفقر واليتم آها منهما آهاكانت مصيبتها بالفقر واحدةوموت والدها باليتم ثنّاهاهذا الذي في طريقي كنت أسمعهمنها فأثرّ في نفسي وأشجاهاحتى دنَوت إليها وهي ماشيةوادمعي أوسعت في الخد مجراهاوقلت يا أخت مهلاً أنني رجلأشارك الناس طرّاً في بلا ياهاسمعت يا أخت شكوىً تهمسين بهافي قالة أوجعت قلبي بفحواهاهل تسمح الأخت لي أني أشاطرهاما في يدي الآن استرضي به اللهاثم اجتذبت لها من جيب ملحفتيدراهماً كنت استبقي بقاياهاوقلت يا أخت أرجو منك تكرِمتيبأخذها دون ما منٍّ تغشاهافأرسلت نظرةً رعشاءَ راجفةًترمي السهام وقلبي من رماياهاوأخرجت زفرات من جوانحهاكالنار تصعد من أعماق أحشاهاوأجشهت ثم قالت وهي باكيةواهاً لمثلك من ذي رقة واهالو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك ليماتاه في فلوات الفقر من تاهاأو كان في الناس انصاف ومرحمةلم تشك أرملة ضنكاً بدنياهاهذي حكاية حال جئت أذكرهاوليس يخفي على الأحرار مغزاهاأولى الأنام بعطف الناس أرملةٌوأشرف الناس من في المال واساها

  

         

بحث