أحد أشهر مؤيدي غزواني يعلن أسباب انسحابه عنه

ثلاثاء, 01/11/2022 - 17:37

وداعا تعهداتي........ 

سئل ديلول ما الأكثر إيلاما من أن يذبح إبنك البكر أمامك 

فأجاب : نكران اجميل 

لا أكتب هذه السطور أستدر عطفا من أحد ولا أطلب من خلالها التضامن من أي إحد ولا أحتاج دعما أو مساندة أو دموعا مستعارة من أحد... 

أكتبها لأنها تستحق الكتابة 

كتمان المرض ليس أسهل طريقة لعلاجه وحين تتراكم في حدقيتك الدموع اطلق لها العنان.... 

لدي مشكلة أريد من الجميع أن يستمع إليها حتى تكون عبرة لمن يعتبر... 

في حياتي لم أشعر بالخوف من الأشياء حولي بل عشت حياة المغامرات .

وأنا في سن ١٣ سافرت لوحدي من النعمة الى ساحل العاج كنت أنزل حيث يحلو لي النزول وأنام حيث يطيب لي المنام أحشر نفسي في حافلة لا يوجد فيها غير العاجيين أو الماليين لا أحس بينهم رغم صغر سني أنني غير رجل كبير وناضج أدفع حين يدفعون لنقاط التفتيش وأحجم حين يحجمون قد أقضي يوما كاملا في المحطات الطرقية دون أن أخاف من المتسكعين أو اللصوص اعتقد أنهم كانوا ينظرون إلي كطفل لايمتلك شيئا لذلك لا طمع في ما لديه.. 

عشت حياة الحرية أدرس وأثابر وأكافح دون أوامر من أحد فقط لأنني كنت أحب العلم وطلبه و لم أكن من أبناء (يم صبيلي ولا أبناء يم دهنيني) بل حلبت الابقار و أنا في سن العاشرة أما الأغنام فهي رفيقتي منذ الرابعة وكنت أقطع أسبوعيا اربعين كم مشيا هي المسافة بين النعمة واجريف ذهابا وعودة رغم أنني في القسم الخامس من التعليم الأساسي كنت اسافر لوحدي لا أخاف الذئاب ولا الدببة التي كانت تصول وتجول في تلك الأيام أحمل عصاي كل أسبوع وأسافر ونصف المسافة أقطعه جريا 

وحين قيض الله لي النجاح في الباكالوريا سجلت في جامعة القاضي بمراكش وكنت في الغالب اسكن لوحدي ولا أرجع في العطلة الصيفية بل أبقى في الحي الجامعي مع رفيقي الكتاب ورفيقتي المطالعة وكفى بهما جليسا.... 

زرت الكثير من الدول ليبريا وكوت ديفوار وبوركينا والنيجر واتشاد وليبيا وتونس و الجزائر ولبنان و سوريا والسعودية والإمارات والسنغال لكن كل هذه الدول لم تنسني وطني ولم ترفع حاجبي عن رؤيته وطني الذي علمني و رعاني 

وطني حيث درست القرءان والحديث والفقه وحيث حصلت على الشهادات حين كان للشهادات معنى

درست العبرية والفارسية والاسبانية اضافة بالطبع الي الانجليزية والفرنسية لكنني مع ذلك لم يحملني الغرور لأتطاول بما تعلمت.. 

لست جديدا على الصحافة وليست جديدة علي

كان لدي عمود في البيان ١٩٩١ وٱخر في الجمهورية وأسست مع أخي محمد فاضل ولد الواقف مجلة الأمل في ساحل العاج ١٩٩٣ 

كان أسوء يوم في حياتي حين انضممت الي الاصلاحيين الوسطيين ٢٠٠٣ حين رشحوا ولد هيدله لقد اكتشفت أنه وحتى وراء وجوه من تقدسهم هناك ثعابين وعقارب وقبلية دفينة... 

انفصلت عن ذلك التنظيم المشكوك في ولاءاته و حصلت على حريتي ونصيبي في المعارضة عارضت جميع الأنظمة من دون استثناء وأولها نظام ولد الطايع ثم نظام سيدي الذي اختطفه نسور الشر وغربان الهزيمة ثم ولد عبد العزيز الذي عارضته منذ تربع على عرش السلطة وحتى سقوطه غير مأسوف عليه...... 

وقد عاقبني بالتحويل القسري الى تجگجة ٢٠١١ و منعي من الترقية أو أي تقدم وظيفي لم أبك عليه ولم أتعلق بأسماله بل ودعته بالحمد والشكر والتهليل... 

وحين جاء هذا النظام تغيرت كل الأمور و مددت الجسور بيني وبينه خاصة وأن لي معرفة قديمة برئيسه و تجمعنا أواصر قربى لم أكن لأتنكر لها كما أنه هو الوحيد الذي حماني من مخالب ولد عبد العزيز ونظامه الجاهل الجائر ورفع عني ظلمه في تجگجة ومواطن أخرى... 

خلاصة القول أنه مد لي يد الخير فسخرت كل مالدي من جهود للدفاع عنه ومقارعة أعدائه والمتربصين به 

تحملت أنواع السب والشتم والتهديد من أنصار نظام العار والذل والمهانة والاستبداد نظام ولد عبد العزيز الذي دعاني وزملائي بعد أن انقطعت به السبل للدفاع عنه ومواجهة من حسبهم أعداءه وحين رفضت الانصياع لغروره سلط علي كلابه... 

ولقد ضحيت باستقلاليتي للذود عن حياض هذا النظام ردا للجميل ووفاء بالعهد ...... 

اليوم....... 

بلغ السيل الزبى

اليوم نحس أننا نعود وبسرعة مفرطة الى زمن ولد عبد العزيز البائس حيث الظلم والاستبداد وتقريب العدو وابعاد الأخ والصديق المخلص 

لا ذنب للرئيس في ما يجري فلقد اعتقد أنه سلم لكل مسؤوليته ومنح لكل وزير صلاحياته من دون أن يعلم أنهم غالطوه و قطعوا كل الأواصر التي تربطه بأنصاره الحقيقيين ومكنوا منه أعداءه والمتآمرين عليه وانغمسوا في سباق محموم لإغراق سفينة التعيينات بأقاربهم وأصدقائم ومعارفهم ونسوا ما ذكروا به وما لهم من ناصحين..... 

وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين 

وداعا غزواني وداعا يا أمير المؤمنين...

تدوين بقلم الاعلامي المعروف/ الأستاذ محمد محمود شياخ المدير الناشر لموقع وكالة أنباء الشرق

  

         

بحث